في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذِهِۦ تَذۡكِرَةٞۖ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِيلٗا} (29)

ثم يوقظهم إلى الفرصة المتاحة لهم ، والقرآن يعرض عليهم ، وهذه السورة منه تذكرهم :

( إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ) . .

ويعقب على هذه اللفتة بإطلاق المشيئة ، ورد كل شيء إليها ، ليكون الاتجاه الأخير إليها ، والاستسلام الأخير لحكمها ؛ وليبرأ الإنسان من قوته إلى قوتها ، ومن حوله إلى حولها . . وهو الإسلام في صميمه وحقيقته :

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذِهِۦ تَذۡكِرَةٞۖ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِيلٗا} (29)

{ إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ } أي : يتذكر بها المؤمن ، فينتفع بما فيها من التخويف والترغيب . { فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا } أي : طريقا موصلا إليه ، فالله يبين الحق والهدى ، ثم يخير الناس بين الاهتداء بها أو النفور عنها ، مع قيام الحجة عليهم{[1318]} .


[1318]:- في ب: إقامة للحجة ليهلك من هلك عن بينة، ويحيي من حي عن بينة.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذِهِۦ تَذۡكِرَةٞۖ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِيلٗا} (29)

ولما كان هذا دليلاً عظيماً على القدرة على البعث مخزياً لهم ، قال مؤكداً لإنكارهم عناداً : { إن هذه } أي الفعلة البدائية ، أو المواعظ التي ذكرناها{[70789]} في هذه السورة وفي جميع القرآن { تذكرة } أي موضع ذكر عظيم للقدرة على البعث وتذكر عظيم لما فعلت في الإنشاء أولاً ، وموعظة عظيمة فإن في تصفحها تنبيهات عظيمة{[70790]} للغافلين ، وفي تدبرها وتذكرها فوائد جمة للطالبين السالكين ممن ألقى سمعه وأحضر نفسه ، وكانت نفسه مقبلة على ما ألقى إليه سمعه-{[70791]} ، فمن أقبل هذا الإقبال علم أنا آتيناه من الآلات والدلائل ما إن سلك معه مجتهداً وصل دون ضلال ولذلك سبب عن كونها{[70792]} تذكرة قوله من خطاب البسط : { فمن شاء } أي أن يجتهد في وصوله إلى الله سبحانه وتعالى { اتخذ } أي أخذ بجهده من مجاهدة نفسه ومغالبة هواه { إلى ربه } أي المحسن إليه الذي ينبغي له أن يحبه بجميع قلبه ويجتهد في القرب منه { سبيلاً * } أي طريقاً {[70793]}واسعاً واضحاً{[70794]} سهلاً بأفعال الطاعة التي أمر بها لأنا بينا الأمور غاية البيان وكشفنا{[70795]} اللبس وأزلنا جميع موانع{[70796]} أنفسهم عمن شئنا وركزنا ذلك في الطباع ، ولم يبق مانع من استطراق أصلاً غير مشيئتنا ، والفطرة الأولى أعدل شاهد بهذا .


[70789]:من ظ و م، وفي الأصل: ذكرها.
[70790]:سقط من م.
[70791]:زيد من ظ.
[70792]:من ظ و م، وفي الأصل: كونه.
[70793]:في ظ: واضحا واسعا.
[70794]:في ظ: واضحا واسعا.
[70795]:من ظ و م، وفي الأصل: بينا.
[70796]:زيد في الأصل: اللبس، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذِهِۦ تَذۡكِرَةٞۖ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِيلٗا} (29)

{ إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً ( 29 ) وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ( 30 ) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ( 31 ) }

إن هذه السورة عظة للعالمين ، فمن أراد الخير لنفسه في الدنيا والآخرة اتخذ بالإيمان والتقوى طريقًا يوصله إلى مغفرة الله ورضوانه .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذِهِۦ تَذۡكِرَةٞۖ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِيلٗا} (29)

قوله : { إن هذه تذكرة } هذه السورة أو الآيات موعظة للمتعظين وعبرة للمعتبرين { فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا } أي اتخذ طريقا أو وسيلة توصل إلى طاعة الله ورضاه . أو توصل إلى النجاة من العذاب والفوز بالجنة .