فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ هَٰذِهِۦ تَذۡكِرَةٞۖ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِيلٗا} (29)

{ إن هذه تذكرة } يعني أن هذه السورة تذكير وموعظة للخلق لأن في تصفحها تنبيهات للغافلين ، وفي تدبرها وتذكرها فوائد جمة للطالبين السالكين ممن ألقى سمعه وأحضر قلبه ، وكانت نفسه مقبلة على ما ألقى إليه سمعه { فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا } أي طريقا يتوصل به إليه ، وذلك بالإيمان والطاعة والمراد إلى ثوابه أو إلى جنته ، لأنا بينا الأمور غاية البيان وكشفنا اللبس ، وأزلنا جميع موانع الفهم ، فلم يبق مانع من استطراق الطريق غير مشيئة العبد .