في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ} (79)

إن الأمر أيسر وأظهر من أن يدور حوله سؤال . فما بال الجدل الطويل ? !

( قل : يحييها الذي أنشأها أول مرة . وهو بكل خلق عليم ) . .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ} (79)

فأجاب تعالى عن هذا الاستبعاد بجواب شاف كاف ، فقال : { قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ } وهذا بمجرد تصوره ، يعلم به علما يقينا لا شبهة فيه ، أن الذي أنشأها أول مرة قادر على الإعادة ثاني مرة ، وهو أهون على القدرة إذا تصوره المتصور ، { وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ }

هذا أيضا دليل ثان من صفات اللّه تعالى ، وهو أن علمه تعالى محيط بجميع مخلوقاته في جميع أحوالها ، في جميع الأوقات ، ويعلم ما تنقص الأرض من أجساد الأموات وما يبقى ، ويعلم الغيب والشهادة ، فإذا أقر العبد بهذا العلم العظيم ، علم أنه أعظم وأجل من إحياء اللّه الموتى من قبورهم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ} (79)

" قل يحييها الذي أنشأها أول مرة " قيل : إن هذا الكافر قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن سحقتها وأذريتها في الريح أيعيدها الله ! فنزلت : " قل يحييها الذي أنشأها أول مرة " أي من غير شيء فهو قادر على إعادتها في النشأة الثانية من شيء وهو عجم الذنب . ويقال عجب الذنب بالباء . " وهو بكل خلق عليم " عليم كيف يبدئ ويعيد .

الثانية- في هذه الآية دليل على أن في العظام حياة وأنها تنجس بالموت . وهو قول أبي حنيفة{[13235]} وبعض أصحاب الشافعي . وقال الشافعي رضي الله عنه : لا حياة فيها . وقد تقدم هذا في " النحل " . فإن قيل : أراد بقوله " من يحي العظام " أصحاب العظام وإقامة المضاف مقام المضاف إليه كثير في اللغة ، موجود في الشريعة . قلنا : إنما يكون إذ احتيج لضرورة وليس ها هنا ضرورة تدعو إلى هذا الإضمار ، ولا يفتقر إلى هذا التقدير ، إذا الباري سبحانه قد أخبر به وهو قادر عليه والحقيقة تشهد له ؛ فإن الإحساس الذي هو علامة الحياة موجود فيه . قاله ابن العربي .


[13235]:هذا يخالف مذهب الحنفية وما تقدّم للمؤلف في ج 10 ص 155 من أن أبا حنيفة يقول بطهارة عظم الميتة.