التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ} (79)

قوله : { قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ } الذي يرد الناس أحياء بعد أن ينشر فيهم أرواحهم فيجمعهم ليوم الحساب ، لهو الله جلت قدرته ؛ فإنه خالق قاهر مقتدر لا يعز عليه فعل أي شيء . وهو من صفاته البالغة والخَلْق المطلق ، فهو الذي بدأ خلْق الإنسان من طين ثم خلق نسله من ماء مستقذر مستهجن ، فهو بكماله وبالغ اقتداره لا يستعصي عليه أن يعيد الإنسان حيا مكتملا بعد أن صار رميما مختلطا بالتراب .

قوله : { وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ } الله يعلم تفاصيل المخلوقات ، ويعلم أجزاءها المتفتتة المبعثرة في ذرات الثرى ، ويعلم كيفية خلقها من جديد .