الآية 79 [ وقوله تعالى ]{[17578]} : { قل يحييها الذي أنشأها أول مرة } دلالة نقض قول الباطنية وفساد مذهبهم [ بوجهين :
أحدهما : حين ]{[17579]} قالوا : إن إعادة الخلق وإنشاءه ، ليس على هذه البنية والصورة التي أنشأها بدءا ، ولكن ينشئ نفسا روحانية على خلاف ما شاهدوها ، وعاينوها . فالآية تكذبهم ، وتنقض قولهم حين{[17580]} : { قال من يحيي العظام وهي رميم } { قل يحييها الذي أنشأها أول مرة } أخبر أنه يحيي العظام التي أنكروا هم إحياءها ، واستبعدوا ذلك . وعلى ذلك قال : { لقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكّرون } [ الواقعة : 26 ] .
احتج عليهم بعلمهم النشأة الأولى ولإنكارهم{[17581]} النشأة الأخرى ، فلو كان [ البدء والإعادة ]{[17582]} على خلاف ، لم يكن للاحتجاج عليهم بذلك معنى . فدل أنه ينشئهم ، ويعيدهم على الهيئة الأولى .
والثاني : ينقض عليهم قولهم أيضا حين{[17583]} قالوا : يوصل إلى معرفة ذلك من الذي يعلّمه الرسول ، ويخبره دون النظر والتفكر والتدبّر . فلو كان على ما يقولون{[17584]} لم يكن لقوله : { ونسي خلقه } ولا لقوله : { أو لم يتفكروا في أنفسهم } [ الروم : 8 ] لقوله : { أفلا تبصرون } [ الذاريات : 21 ] . معنى . فدل أنه قد يوصل إلى معرفة ذلك بالتفكر والنظر كما يوصل بخبر الرسول الذي قد أظهر صدقه للخلق ، فتلزمه الحجة في هذا كما تلزمه في ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.