فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ} (79)

ثم أجاب سبحانه عن الضارب لهذا المثل فقال { قُلْ } أي على سبيل تبكيته وتذكيره بما نسيه من فطرته الدالة على حقيقة الحال .

{ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا } أي ابتدأها وخلقها { أَوَّلَ مَرَّةٍ } من غير شيء ومن قدر على النشأة الأولى قدر على النشأة الثانية .

{ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ } لا تخفى عليه خافية ولا يخرج عن علمه خارج كائنا ما كان ، أي يعلم تفاصيل المخلوقات بعلمه وكيفية خلقها فيعلم أجزاء الأشخاص المتفتتة المتبددة أصولها وفصولها ، ومواقعها وطريق تمييزها ، وضم بعضها إلى بعض على النمط السابق وإعادة الأعراض والقوى التي كانت فيها أو إحداث مثلها .

وقال الكرخي : يعلمه مجملا ومفصلا ، أي قبل خلقه وبعد خلقه ، والآية حجة على من ينكر علمه سبحانه بالجزئيات ونظيره قوله سبحانه : { إن الله قد أحاط بكل شيء علما } .