في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَآئِهِمۡ غَٰفِلُونَ} (5)

ثم يأخذ بهم إلى نظرة موضوعية في حقيقة هذه الآلهة المدعاة ، منددا بضلالهم في اتخاذها ، وهي لا تستجيب لهم ، ولا تشعر بدعائهم في الدنيا ؛ ثم هي تخاصمهم يوم القيامة ، وتنكر دعواهم في عبادتها :

( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة ، وهم عن دعائهم غافلون ? وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ) . .

وقد كان بعضهم يتخذ الأصنام آلهة . إما لذاتها وإما باعتبارها تماثيل للملائكة . وبعضهم يتخذ الأشجار ، وبعضهم يتخذ الملائكة مباشرة أو الشيطان . . وكلها لا تستجيب لداعيها أصلا . أو لا تستجيب له استجابة نافعة . فالأحجار والأشجار لا تستجيب . والملائكة لا يستجيبون للمشركين . والشياطين لا تستجيب إلا بالوسوسة والإضلال .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَآئِهِمۡ غَٰفِلُونَ} (5)

ولهذا قال تعالى : { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } أي : مدة مقامه في الدنيا لا ينتفع به بمثقال ذرة { وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ } لا يسمعون منهم دعاء ولا يجيبون لهم نداء هذا حالهم في الدنيا ، ويوم القيامة يكفرون بشركهم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَآئِهِمۡ غَٰفِلُونَ} (5)

رواية عن الأنبياء أنهم أمروا بعبادة غير الله فلما قامت عليهم الحجة جعلهم أضل الخلق فقال { ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة } أي أبدأ الآية

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَآئِهِمۡ غَٰفِلُونَ} (5)

قوله تعالى : " ومن أضل " أي لا أحد أضل وأجهل " ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة " وهي الأوثان . " وهم عن دعائهم غافلون " يعني لا يسمعون ولا يفهمون ، فأخرجها وهي جماد مخرج ذكور بني آدم ، إذ قد مثلتها عبدتها بالملوك والأمراء التي تُخدم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَآئِهِمۡ غَٰفِلُونَ} (5)

قوله : { ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة } يعني ليس من أحد أضل وأجهل من عبد يدعو آلهة مزعومة مصنوعة من الخشب أو الحجر أو نحوهما لا تستجيب دعاء من يدعوها وإن طال الدعاء أو امتد إلى يوم القيامة ، لأنها آلهة مصطنعة مفتراة لا تملك لأحد ضرا ولا نفعا { وهم عن دعائهم غافلون } لأن ما يدعون من الآلهة ، معبودات مختلفة من التماثيل البلهاء الصم ، فهي لا تعي ولا تنطق ولا تسمع ولا تبصر . فأنى لها أن تستجيب لأحد دعاءه . وذلكم توبيخ شديد لهؤلاء المشركين الغافلين الجاهلين الذين يعكفون على عبادة آلهة مصنوعة مفتراة لا تغني من الحق شيئا .