قوله : { ومن أضل ممن يدعوا من دون الله } [ 4 ] .
[ أي : لا أحد أضل ممن يعبد من دون الله ]{[62741]} حجرا لا يستجيب له إذا دعاه أبدا ، ولا ينفعهم{[62742]} ، وتلك الحجارة التي يعبدونها غافلة عن دعاء هؤلاء الكفار ، لا تعقل ولا تفهم ، ووقعت " من " للأصنام والحجارة ، و هي لا تعقل لأنهم جعلوها في عبادتهم إياها بمنزلة من يعقل ويميز ، فخوطبوا على مذهبهم فيها{[62743]} .
وقد قرأ ابن مسعود{[62744]} ( ما لا يستجيب له ) كما{[62745]} قال{[62746]} : { لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر }{[62747]} ، فأجراه على المعنى ، وأتى ب " ما " التي تكون لما لا يعقل ، وقد كان يلزم{[62748]} أن يقرأ : " وهي عن دعائهم غافلة لكنه أتى به على لفظ من يعقل ، فمرة رد الكلام على المعنى ، ومرة رده على ما جرى في مخاطبتهم{[62749]} ومثل قراءة الجماعة هنا : قوله{[62750]} : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله }{[62751]} وأتى بالهاء والميم وهما لمن يعقل ، فجرى الإخبار عن الأصنام على ما يجري في مخاطبتهم ، لأنهم أجروها مجرى من يعقل ومن يميز ، ولو{[62752]} أتى الكلام على المعنى لقال : " ما نعبدها إلا لتقربنا " . وهذا كله توبيخ من الله جل ذكره للمشركين لسوء رأيهم وقبح اختيارهم في عبادتهم ما لا يعقل شيئا ولا يفهم ، وتركهم عبادة من أنعم عليهم بجميع ما هم فيه من النعم ، وإليه يلجئون ويتفرعون عند حاجتهم وضروراتهم{[62753]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.