تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَآئِهِمۡ غَٰفِلُونَ} (5)

الآية 5 ثم ذكر سفههم ، وبيّن نهاية تعنّتهم ، وهو قوله تعالى : { ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة } [ يحتمل وجهين :

أحدهما : ]{[19276]} لأنه لا يملك إجابته ، ولا يحتمل ذلك .

والثاني : { لا يستجيب له إلى يوم القيامة } ثم إجابته يوم القيامة إجابة باللعن والتّبرّي كقوله تعالى : { ويوم القيامة يكفُر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا } [ العنكبوت : 25 ] وقوله عز وجل : { إذ تبرّأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا } [ البقرة : 166 ] وقوله عز وجل : { ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤُكم } [ يونس : 28 ] وغير ذلك من الآيات التي فيها ذكر تبرّي بعضهم من بعض ولعن بعضهم بعضا ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وهم عن دعاءهم غافلون } لم يكن منهم لهم أمر بذلك ولا دعاء ولا شيء من ذلك كقوله تعالى : { إن كنا عن عبادتكم لغافلين } [ يونس : 29 ] .


[19276]:ساقطة من الأصل وم.