في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخۡرِجَ ٱللَّهُ أَضۡغَٰنَهُمۡ} (29)

16

أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ?

ولقد كان المنافقون يعتمدون على إتقانهم فن النفاق ، وعلى خفاء أمرهم في الغالب على المسلمين . فالقرآن يسفه ظنهم أن هذا الأمر سيظل خافيا ، ويهددهم بكشف حالهم وإظهار أضغانهم وأحقادهم على المسلمين .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخۡرِجَ ٱللَّهُ أَضۡغَٰنَهُمۡ} (29)

{ 29-31 } { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ * وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ }

يقول تعالى : { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } من شبهة أو شهوة ، بحيث تخرج القلب عن حال صحته واعتداله ، أن الله لا يخرج ما في قلوبهم من الأضغان والعداوة للإسلام وأهله ؟ هذا ظن لا يليق بحكمة الله ، فإنه لا بد أن يميز الصادق من الكاذب ، وذلك بالابتلاء بالمحن ، التي من ثبت عليها ، ودام إيمانه فيها ، فهو المؤمن حقيقة ، ومن ردته على عقبيه فلم يصبر عليها ، وحين أتاه الامتحان ، جزع وضعف إيمانه ، وخرج ما في قلبه من الضغن ، وتبين نفاقه ، هذا مقتضى الحكمة الإلهية ، مع أنه تعالى قال :

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخۡرِجَ ٱللَّهُ أَضۡغَٰنَهُمۡ} (29)

{ أم حسب الذين في قلوبهم مرض } وهم المنافقون { أن لن يخرج الله أضغانهم } لن يظهر الله أحقادهم على النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخۡرِجَ ٱللَّهُ أَضۡغَٰنَهُمۡ} (29)

قوله تعالى : " أم حسب الذين في قلوبهم مرض " نفاق وشك ، يعني المنافقين . " أن لن يخرج الله أضغانهم " الأضغان ما يضمر من المكروه . واختلف في معناه ، فقال السدي : غشهم . وقال ابن عباس : حسدهم . وقال قطرب : عداوتهم ، وأنشد قول الشاعر :

قل لابن هند ما أردت بمنطق *** ساء الصديق وشيَّد الأضْغَانَا

وقيل : أحقادهم . واحدها ضغن . قال :

وذي ضِغْنٍ كففتُ النَّفْسَ عنه

وقد تقدم . وقال عمرو بن كلثوم :

وإن الضغن بعد الضغن يفشو *** عليك ويخرج الداء الدَّفِينا

قال الجوهري : الضغن والضغينة : الحقد . وقد ضغن عليه ( بالكسر ) ضغنا . وتضاغن القوم واضطغنوا : أبطنوا على الأحقاد . واضطغنت الصبي إذا أخذته تحت حضنك . وأنشد الأحمر :

كأنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّا

أي حامله في حجره . وقال ابن مقبل :

إذا اضطغنتُ سلاحِي عند مَغرِضها *** ومِرْفَقٍ كرِئاس السيف إذ شَسَفَا{[13955]}

وفرس ضاغن : لا يعطي ما عنده من الجري إلا بالضرب . والمعنى : أم حسبوا أن لن يظهر الله عداوتهم وحقدهم لأهل الإسلام .


[13955]:المغرض: جانب البطن أسفل الأضلاع. و"رئاس السيف": مقبضه. و" الشاسف": اليابس من الضمر والهزال.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخۡرِجَ ٱللَّهُ أَضۡغَٰنَهُمۡ} (29)

{ أم حسب } الآية : معناها ظن المنافقون أن لن يفضحهم الله والضغن الحقد ويراد به هنا النفاق والبغض في الإسلام وأهله .