السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخۡرِجَ ٱللَّهُ أَضۡغَٰنَهُمۡ} (29)

{ أم حسب الذين } وكان الأصل أم حسبوا لضعف عقولهم كما أفهمه التعبير بالحسبان ولكنه عبر تعالى بما دلّ على الآفة التي أدّتهم إلى ذلك بقوله تعالى : { في قلوبهم } أي : التي إذا أفسدت فسد جميع أجسادهم { مرض } أي : آفة لا طب لها حسباناً هو في غاية الثبات كما دل عليه التأكيد في قوله تعالى : { أن لن يخرج الله } أي يبرز من هو محيط بصفات الكمال للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على سبيل التجديد والاستمرار وقوله تعالى : { أضغانهم } جمع ضغن ، وهي الأحقاد أي أحقادهم على المؤمنين فيبديها حتى تعرفوا نفاقهم وكانت صدورهم تغلي حنقاً عليهم .