الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخۡرِجَ ٱللَّهُ أَضۡغَٰنَهُمۡ} (29)

قوله : { أَن لَّن يُخْرِجَ } : " أنْ " هذه مخففةٌ و " لن " وما بعدها خبرُها ، واسمُها ضميرُ الشأن . والأَضْغان : جمعُ ضِغْن ، وهي الأحقاد والضَّغِينة كذلك قال :

4068 وذي ضِغْنٍ كَفَفْتُ الوُدَّ عنه *** وكنتُ على إساءَتِه مُقِيتا

وقال عمرو بن كلثوم :

4069 فإنَّ الضِّغْنَ بعد الضِّغْنِ يَغْشُو *** عليكَ ويُخْرِجُ الداء الدَّفينا

وقيل : الضِّغْنُ العداوةُ . وأُنْشِد :

4070 قُلْ لابنِ هندٍ ما أردْتَ بمنطقٍ *** ساء الصديقَ وشَيَّد الأضغانا

يقال : ضَغِنَ بالكسرِ يَضْغَنُ بالفتح وقد ضُغِنَ عليه . واضْطَغَنَ القومُ وتَضاغنوا ، وأصل المادة من الالتواءِ في قوائم الدابةِ والقناة قال :

4071 إنَّ قناتي مِنْ صَليباتِ القَنا *** ما زادَها التثقيفُ إلاَّ ضَغَنا

وقال آخر :

4072 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** كذاتِ الضِّغْنِ تَمْشي في الرِّفاقِ

والاضْطِّغانُ : الاحتواءُ على الشيء أيضاً . ومنه قولُهم : اضْطَغَنْتُ الصبيَّ أي : اختصَصْتُه وأنشد :

4073 كأنه مُضْطَغِنٌ صَبِيَّا ***

وقال آخر :

4074 وما اضْطَغَنْتُ سِلاحي عند مَغْرِضِها *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وفرسٌ ضاغِنٌ : لا يَجْري إلاَّ بالضرب .