قوله : { أَمْ حَسِبَ الذين فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } يعني المنافقين و«أم » تستدعي جملة أخرى استفهامية{[51497]} يقال : أَزيدٌ فِي الدَّارِ أَمْ عَمْرٌو وإذا كانت منقطعة لا تستدعي ذلك ؛ يقال : إنَّ هذا لزيدٍ أم عمرو وكما يقال : بل عمرو{[51498]} . والمفسرون على أنها منقطعة{[51499]} . ويحتمل أن يقال : إنها استفهامية والسابق مفهوم من قوله تعالى : { والله يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ } . وكأنه تعالى قال : ( أم ){[51500]} حسب الذين كفروا وأن لم يعلم الله إسرارهم أم حسب المنافقون أن لن يظهرها . والكل فاسد{[51501]} فإنما يعلمها ويظهرها .
قوله : { أَن لَّن يُخْرِجَ الله أَضْغَانَهُمْ } الإخراج بمعنى الإظهار ، أي لن يظهر أحقادهم و«أن » هذه مخففة . و«لن » وما بعدها خبرها واسمها ضمير الشأن . والأَضْغَانُ جمع ضغْنٍ وهي الأَحْقَادُ والضَّغِينَةُ كذلك . قال ( رحمه الله{[51502]} ) :
4480 وَذِي ضِغْنٍ كَفَفْتُ الوُدَّ عَنْهُ *** وَكُنْتُ عَلَى إِسَاءَتِهِ مُقِيتَا{[51503]}
4481 وَإِنَّ الضِّغْنَ بَعْدَ الضَّغْنِ يَعْسُو{[51504]} *** عَلَيْكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينَا
4482 قُلْ لابْنِ هِنْدٍ مَا أَرَدْتَ بِمَنْطِقٍ *** سَاءَ الصَّدِيقَ وَشَيَّدَ الأَضْغَانَا{[51505]}
يقال : ضَغِنَ بالكسر يَضْغَنُ بالفتح وقد ضَغِن عليه وأضْغَنَ القَوْمُ وتَضَاغَنُوا .
وأصل المادة من الالتواء في قوائم الدّابة والقناة ، قال ( رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ{[51506]} ) :
4483 إنَّ قَنَاتِي مِنْ صَليباتِ القَنَا *** مَا زَادَهَا التَّثْقِيفُ إِلاَّ ضَغَنَا{[51507]}
4484 . . . . . . . . . . . . . . . *** كَذَاتِ الضَّغْنِ تَمْشِي فِي الرِّقَاقِ{[51508]}
والاضطغَانُ الاحتواء على الشيء أيضاً{[51509]} ومنه قولهم : اضطَغَنْتُ الصَّبِيَّ إِذَا احتضنته وأنشد :
4485 كَأَنَّه مُضْطَغِنٌ صَبِيًّا{[51510]} . . .
4486 وما اضطَغَنْتُ سِلاَحِي عِنْدَ مَعْرَكِهَا *** . . . . . . . . . . . . . {[51511]}
وفرسٌ ضَاغِنٌ لا يجري إِلاَّ بالضَّرْبِ .
قال المفسرون : أضغانهم أحقادهم على المؤمنين فيُبْدِيها حتى تعرفوا نفاقهم . وقال ابن عباس ( رضي الله عنهما ){[51512]} أضغانهم حَسَدَهُمْ{[51513]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.