{ أم } أي : بل أ { حسب الذين في قلوبهم مرض } يعني المنافقين الذين فصلت أحوالهم الشنيعة ، ووصفوا بوصفهم السابق ، بكونه المدار في النعي عليهم بقوله { أن لن يخرج الله أضغانهم } والمعنى : أن ذلك مما لا يكاد أن يدخل تحت الاحتمال ، والإخراج بمعنى الإظهار ، والأضغان جمع ضغن ، وهو ما يضمر من المكروه ، واختلف في معناه فقيل : هو الغش ، وقيل : الحسد ، وقيل : الحقد ، قال الجوهري : الضغن والضغينة الحقد قال قطرب : هو في الآية العداوة ، وأن هي المخففة من الثقيلة ، وإسمها ضمير شان مقدر ، قال ابن عباس : أضغانهم أعمالهم ، خبثهم والحسد الذي في { الله مولى الذين آمنوا } أي ناصرهم ووليهم { وأن الكافرين لا مولى لهم } أي لا ناصر يدفع عنهم كما يؤخذ من مقابله ، وهذا لا يخالف قوله { ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق } ، فإن المولى فيه بمعنى المالك لا بمعنى الناصر ، قال قتادة : نزلت يوم أحد ، وقرأ ابن مسعود : { ولي الذين } .
{ إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار } قد تقدم تفسير الآية في غير موضع ، وتقدم كيفية جري الأنهار من تحت الجنات ، والجملة مسوقة لبيان ولاية الله للمؤمنين وثمرتها الأخروية { والذين كفروا يتمتعون } بمتاع الدنيا أياما قلائل ، وينتفعون به غير متفكرين في العاقبة .
{ ويأكلون كما تأكل الأنعام } في معالفها ومسارحها غافلة عما هي بصدده من النحر والذبح ، والمعنى كأنهم أنعام ليس لهم همة إلا بطونهم وفروجهم ، ساهون عن العاقبة لاهون بما هم فيه ، لا يلتفتون إلى الآخرة { والنار مثوى لهم } أي مقام يقيمون به ، ومنزل ينزلونه ويستقرون فيه ، ومصير يصيرون إليه ، والجملة في محل نصب على الحال أو مستأنفة .
ثم خوف الله سبحانه الكفار بأنه قد أهلك من هو أشد منهم فقال :
{ وكأين من قرية } قد قدمنا أن كأين مركبة من الكاف وأي ، وأنها بمعنى كم الخبرية أي وكم من قرية ، والمعنى كم من أهل قرية كذبت رسلها { هي } أي هم { أشد قوة من } أهل { قريتك التي أخرجتك } أي أخرجوك منها { أهلكناهم } فكذلك نفعل بأهل قريتك فاصبر كما صبر رسل أهل هؤلاء القرى قال مقاتل : أي أهلكناهم بالعذاب حين كذبوا رسلهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.