في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

وأمام هذه الحقيقة التي تفرض نفسها فرضا على الحس البشري ، يجيء الإيقاع الشامل لجملة من الحقائق التي تعالجها السورة :

( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ? ) . .

بلى ! سبحانه ! فإنه لقادر على أن يحيي الموتى !

بلى ! سبحانه ! فإنه لقادر على النشأة الأخرى !

بلى ! سبحانه ! وما يملك الإنسان إلا أن يخشع أمام هذه الحقيقة التي تفرض نفسها فرضا .

وهكذا تنتهي السورة بهذا الإيقاع الحاسم الجازم ، القوي العميق ، الذي يملأ الحس ويفيض ، بحقيقة الوجود الإنساني وما وراءها من تدبير وتقدير . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

26

36- أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى .

أليس هذا الإله الخلق المبدع ، المنشئ للإنسان وللكون بقادر على أن يعيد الحياة مرة أخرى ، ويحيي الموتى ، ويبعثهم من قبورهم ، بعد ما تفرّق من أجزائهم الأصلية ؟

بلى ، إنه قادر .

وكان صلى الله عليه وسلم إذا وصل إلى قراءة هذه الآية قال : ( سبحانك بلى ) وأحيانا يقول : ( سبحانك اللهم فبلى ) .

وفي حديث صححه الحاكم قال صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ : لا أقسم بيوم القيامة . فانتهى إلى : أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى . فليقل : بلى ) : أي : بلى قادر .

***

تم تفسير سورة ( القيامة ) بحمد الله تعالى عصر يوم السبت 13 من المحرم 1422 ه . الموافق 7/4/2001 ، بمدينة المقطم بالقاهرة ، والحمد لله رب العالمين .

i لم تزل قلفتهم ( بدون ختان ) .

ii إذا نزل عليه القرآن يحرك به لسانه :

رواه البخاري في بدء الوحي ( 5 ) وفي التفسير ( 4927 ، 4928 ، 4929 ) وفي فضائل القرآن ( 5044 ) ومسلم في الصلاة ( 448 ) والترمذي في تفسير القرآن ( 3329 ) من حديث ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه القرآن يحرك به لسانه يريد أن يحفظه فأنزل الله : { لا تحرك به لسانك لتعجل به } قال : فكان يحرك به شفتيه ، وحرك سفيان شفتيه . قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح حسن .

iii قال تعالى : { ولما جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلمّا تجلى ربه للجبل جعله دكّا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين } ( الأعراف : 143 ) .

iv أخرجاه في الصحيحين .

v رواه البخاري ومسلم .

vi رواه مسلم .

vii أخرجه أحمد والترمذي .

viii مختصر تفسير ابن كثير ، بتحقيق محمد علي الصابوني ، المجلد الثالث ص577 .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

{ أليس ذلك } الذي فعل هذا { بقادر على أن يحيي الموتى } . أخبرنا أبو طاهر عمر بن عبد العزيز القاشاني ، أنبأنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ، أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي ، حدثنا أبو داود سليمان بن أشعث ، حدثنا عبد الله بن محمد الزهري ، حدثنا سفيان ، حدثني إسماعيل بن أمية قال : سمعت أعرابياً يقول سمعت أبا هريرة يقول : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ منكم والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها : { أليس الله بأحكم الحاكمين }( التين- 8 ) ، فليقل : بلى ، وأنا على ذلك من الشاهدين ، ومن قرأ : { لا أقسم بيوم القيامة } فانتهى إلى : { أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } فليقل : بلى ، ومن قرأ : { والمرسلات } فبلغ { فبأي حديث بعده يؤمنون } فليقل : آمنا بالله " . أخبرنا عمر بن عبد العزيز ، أنبأنا القاسم بن جعفر ، أنبأنا أبو علي اللؤلؤي ، أنبأنا أبو داود ، حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن موسى بن أبي عائشة قال : " كان رجل يصلي فوق بيته فكان إذا قرأ : { أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } قال : سبحانك بلى ، فسألوه عن ذلك فقال : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

" أليس ذلك بقادر " أي أليس الذي قدر على خلق هذه النسمة{[15652]} من قطرة من ماء " بقادر على أن يحيي الموتى " أي على أن يعيد هذه الأجسام كهيئتها للبعث بعد البلى .

وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قرأها قال : [ سبحانك اللهم ، بلى{[15653]} ] وقال ابن عباس . من قرأ " سبح اسم ربك الأعلى " [ الأعلى : 1 ] إماما كان أو غيره فليقل : " سبحان ربي الأعلى " ومن قرأ " لا أقسم بيوم القيامة " [ القيامة : 1 ] إلى آخرها إماما كان أو غيره فليقل : " سبحانك اللهم بلى " ذكره الثعلبي من حديث أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس . ختمت السورة والحمد{[15654]} لله .


[15652]:في ح: "المضفة".
[15653]:في أ ، ح: "سبحانك اللهم وبحمدك".
[15654]:في ح: "والحمد لله على كل حال".
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

قوله : { أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى } أليس الذي خلق هذه النسائم البشرية المنتشرة في سائر الأرض من أصل ممتهن مستقذر بقادر على أن يبعث الخلائق الموتى من قبورهم بعد أن كانوا عظاما رفاتا . لا جرم أن الله قادر على ذلك . بل إن النشأة الأخرى عقب الموت والبلى لهي أهون من الأولى .

وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأها قال : " سبحانك اللهم بلى " {[4708]} .


[4708]:تفسير القرطبي جـ 19 ص 116، 117 والكشاف جـ 4 ص 193 وتفسير الطبري جـ 29 ص 123- 125.