في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ عَلَيۡنَا لَلۡهُدَىٰ} (12)

فقد بين الله للناس الهدى ، وأنذرهم نارا تلظى :

( إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ( 12 ) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى ( 13 ) فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى ( 14 ) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ( 15 ) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ( 16 ) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ( 17 ) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ( 18 ) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى ( 19 ) إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ( 20 ) وَلَسَوْفَ يَرْضَى ( 21 ) )

لقد كتب الله على نفسه - فضلا منه بعباده ورحمة - أن يبين الهدى لفطرة الناس ووعيهم . وأن يبينه لهم كذلك بالرسل والرسالات والآيات ، فلا تكون هناك حجة لأحد ، ولا يكون هناك ظلم لأحد : ( إن علينا للهدى ) . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ عَلَيۡنَا لَلۡهُدَىٰ} (12)

الأشقى والأتقى

{ إنّ علينا للهدى 12 وإنّ لنا للآخرة والأولى 13 فأنذرتكم نارا تلظّى 14 لا يصلاها إلا الأشقى 15 الذي كذّب وتولّى 16 وسيجنّبها الأتقى 17 الذي يؤتي ماله يتزكّى 18 وما لأحد عنده من نعمة تجزى 19 إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى 20 ولسوف يرضى 21 }

التفسير :

12- إنّ علينا للهدى .

إن علينا –بمقتضى حكمتنا ورحمتنا بعبادنا – أن نبين لهم طريق الحق وطريق الباطل ، بواسطة رسلنا وكتبنا ، وما أودعناه في فطرة كل إنسان من أسباب الهداية .

قال تعالى : إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا . ( الإنسان : 3 ) .

وقال تعالى : وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . . . ( الكهف : 29 ) .

فمن أراد الهدى وسلك سبيل الرشد ، أعانه الله بتوفيقه وسداده وأمدّه بمعونته ، ومن أراد الضال والشهوات والمحرمات ، سلب الله عنه الهدى وتركه ضالا .

ويكون معنى الآية :

إن من مقتضى حكمتنا أن نيسّر أسباب الهدى للبشر ، فمن اختار طريق الهدى أعنّاه عليه ، ويسرنا له اليسرى ، ومن آثر الضلالة سلبنا عنه أسباب الهدى ، ويسّرناه للعسرى ، أي للنار وبئس المصير .

وهذا معنى الحديث : ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، إن الله تعالى يقول : فأما من أعطى واتّقى* وصدّق بالحسنى* فسنيسّره لليسرى* وأما من بخل واستغنى* وكذّب بالحسنى* فسنيسّره للعسرى .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ عَلَيۡنَا لَلۡهُدَىٰ} (12)

ولما كان ربما قال المتعنت الجاهل بما له سبحانه وتعالى من العظمة التي لا اعتراض لأحد عليها : ما له لا ييسر الكل للحسنى ، استأنف جوابه مبيناً من ألزم به نفسه من المصالح تفضلاً منه بما له من اللطف والكرم وما يفعله مما هو له من غير نظر إلى ذلك بما له من الجبروت والكبر ، فقال مؤكداً تنبيهاً على أنه يحب العلم بأنه لا حق لأحد عليه أصلاً : { إن علينا } أي على ما لنا من العظمة { للهدى * } أي البيان للطريق الحق وإقامة الأدلة الواضحة على ذلك .