الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ عَلَيۡنَا لَلۡهُدَىٰ} (12)

ثم قال تعالى : ( إن علينا للهدى )

( أي ) {[76269]} إن علينا بان الحق من الباطل {[76270]} . قال قتادة : على الله بيان حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته {[76271]} .

بمعنى الآية- على قوله- : إن علينا للهدى والضلالة . ولكن ترك {[76272]} ذكر الضلالة [ للدلالة ] {[76273]} عليه ، كما قال : ( سرابيل تقيكم بأسكم ) {[76274]} وترك {[76275]} البرد لدلالة الحر عليه . ومثله ما أنشد سيبويه :

فما أدري إذا [ يممت ] {[76276]}/وجها*** ( أريد ) {[76277]} الخير أيهما يليني {[76278]} .

فحذف لشر لدلالة الخير عليه . فالأشياء تدل على أضدادها وإن لم تذكر الأضداد {[76279]} ، والتقدير : أريد الخير واكره {[76280]} الشر .

وقيل معنى الآية : إن علينا سبيل من [ سلك ] {[76281]} ( سبيل ) {[76282]} الهدى .

أي : من أخذ سبيل فعلى الله سبيله كما قال : ( إن ربك لبالمرصاد ) {[76283]} . و( هذا صراط علي {[76284]} مستقيم ) {[76285]} .

وكما قال {[76286]} : ( وعلى الله قصد السبيل ) {[76287]} أي : من أراد الله عز وجل فهو قاصد للسبيل {[76288]} ، هذا قول الفراء {[76289]} .


[76269]:- ساقط من ث.
[76270]:- انظر: جامع البيان30/225-226.
[76271]:- انظر المصدر السابق.
[76272]:- ث: تردد.
[76273]:- م: لدلالة.
[76274]:- النحل:81.
[76275]:-ث: وترد.
[76276]:- م, ث: يميت.
[76277]:- ساقط من ث.
[76278]:- ث: يلبني. وهذا البيت هو للمثقب العبدي وهو شاعر فحل قديم جاهلي انظر المفضليات: 292 وفيه" إذا يممت أمرا..." وفي خزانة الأدب: 6/37 و 11/80:"...وجها" ولم أقف على هذا البيت في كتاب سيبوبه.
[76279]:- ث: الاضطهاد.
[76280]:- أ: واكثره.
[76281]:- م: سبيلك.
[76282]:- ساقط من ث.
[76283]:- الفجر:14.
[76284]:- ساقط من أ,ث.
[76285]:- الحجر:41.
[76286]:- ما بين قوسين(إن ربك-قال) ساقط من أ.
[76287]:- النحل:9.
[76288]:- ث: السبيل.
[76289]:- انظر معانيه 3/271.