سورة   الليل
 
السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ عَلَيۡنَا لَلۡهُدَىٰ} (12)

ولما عرفهم سبحانه أنّ سعيهم شتّى وبين للمحسنين من اليسرى وما للمسيئين من العسرى أخبرهم بأنّ عليه بيان الهدى من الضلال بقوله تعالى :

{ إنّ علينا } ، أي : بما لنا من القدرة والعظمة { للهدى } ، أي : للإرشاد إلى الحق بموجب قضائنا ، أو بمقتضى حكمتنا فنبين طريق الهدى من طريق الضلال ليمتثل أمرنا بسلوك الأوّل ، ونهينا عن ارتكاب الثاني . وقال الفراء : معناه إن علينا للهدى والإضلال فحذف المعطوف ، كقوله تعالى : { سرابيل تقيكم الحرّ } [ النحل : 81 ]

وهو معنى قول ابن عباس : يريد أرشد أوليائي للعمل بطاعتي ، وأحول بين أعدائي أن يعملوا بطاعتي ، وهو معنى الإضلال . وقيل : معناه من سلك سبيل الهدى فعلى الله تعالى سبيله كقوله تعالى : { وعلى الله قصد السبيل } [ النحل : 9 ] .