في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَوَلَيۡسَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (81)

ثم يستطرد في عرض دلائل القدرة وتبسيط قضية الخلق والإعادة للبشر أجمعين :

( أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ? بلى وهو الخلاق العليم ) . .

والسماوات والأرض خلق عجيب هائل دقيق . . هذه الأرض التي نعيش عليها ويشاركنا ملايين الأجناس والأنواع ، ثم لا نبلغ نحن شيئاً من حجمها ، ولا شيئاً من حقيقتها ، ولا نعلم عنها حتى اليوم إلا القليل . . هذه الأرض كلها تابع صغير من توابع الشمس التي تعيش أرضنا الصغيرة على ضوئها وحرارتها . . وهذه الشمس واحدة من مائة مليون في المجرة الواحدة التي تتبعها شمسنا ، والتي تؤلف دنيانا القريبة ! وفي الكون مجرات أخرى كثيرة . أو دنييات كدنيانا القريبة . عد الفلكيون حتى اليوم منها مائة مليون مجرة بمناظيرهم المحدودة . وهم في انتظار المزيد كلما أمكن تكبير المناظير والمراصد . وبين مجرتنا أو دنيانا والمجرة التالية لها نحو خمسين وسبع مائة ألف سنة ضوئية [ السنة الضوئية تقدر بستة وعشرين مليون مليون من الأميال ! ] . . وهناك كتل ضخمة من السدم التي يظن أنه من نثارها كانت تلك الشموس . وهذا هو الجزء الذي يدخل في دائرة معارفنا الصغيرة المحدودة !

تلك الشموس التي لا يحصيها العد . لكل منها فلك تجري فيه . ولمعظمها توابع ذات مدارات حولها كمدار الأرض حول الشمس . . وكلها تجري وتدور في دقة وفي دأب . لا تتوقف لحظة ولا تضطرب . وإلا تحطم الكون المنظور واصطدمت هذه الكتل الهائلة السابحة في الفضاء الوسيع . .

هذا الفضاء الذي تسبح فيه تلك الملايين التي لا يحصيها العد ، كأنها ذرات صغيرة . لا نحاول تصويره ولا تصوره . . فذلك شيء يدير الرؤوس !

( أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ? ) . .

وأين الناس من ذلك الخلق الهائل العجيب ?

( بلى ! وهو الخلاق العليم ) . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَوَلَيۡسَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (81)

77

المفردات :

بلى : كلمة جواب كنعم ، تأتي بعد كلام منفي ، لتحويل النفي إلى إثبات .

التفسير :

81- { أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم } .

تتوج هذه الآية آثار القدرة الإلهية الظاهرة للعيان ، فهو سبحانه الذي خلق الإنسان أوّل مرة ، وهو سبحانه الذي جعل من الشجر الأخضر نارا ، وهو الذي خلق السماوات وما فيها ، والأرض وما عليها ، أليس خالق هذا الكون العليم بقادر على أن يعيد خلق الناس أجمعين ؟ وقد أجاب الحق سبحانه وتعالى بقوله : { بلى وهو الخلاق العليم } .

أي : بلى هو قادر على خلق الناس وبعثهم مرة أخرى وهو الخلاق ، كثير الخلق والإبداع ، العليم بحال عباده فلا يند عن علمه شيء ، وقد استدل سبحانه وتعالى بخلق الأكبر والأعظم وهو الكون ، على قدرته على خلق الأهون وهو الناس ، أي بعثهم وإعادة الحياة فيهم .

وفي هذا المعنى يقول الله تعالى : { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس . . . } [ غافر : 57 ] .

ويقول تعالى : { أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير } [ الأحقاف : 33 ] .

إن قدرته تعالى لا حدود لها فهو الخلاّق ذو القوة المتين ، وهو سبحانه فعّال لما يريد .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{أَوَلَيۡسَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (81)

شرح الكلمات :

{ بقادر على أن يخلق مثلهم } : أي مثل الأناسي .

{ بلى } : أي قادر على ذلك إذ خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس .

المعنى :

{ أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ؛ ؟ ووجه البرهنة فيه أننا ننظر إلى السموات السبع وما فيها من خلق عجيب وإلى الأرض وما فيها كذلك وننظر إلى الإنسان فنجده لا شيء إذا قوبل بالسموات والأرض فنحكم بأن من خلق السموات والأرض على عظمها قادر من باب أولى على خلق الإِنسان مرة أخرى بعد موته وبلاه وفنائه . ولذا أجاب تعالى عن سؤاله بنفسه فقال { بلى وهو الخلاق العليم } أي الخلاق لكل ما أراد خلقه العليم بكل مخلوقاته لا يخفى عليه شيء منها ، وبرهان رابع في قوله { إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون } .

الهداية :

من الهداية :

- تنزيه الله تعالى عن العجز والنقص وعن الشريك والولد وسائر النقائص .