السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَوَلَيۡسَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (81)

ثم ذكر ما هو أعظم من خلق الإنسان فقال تعالى : { أوَليس الذي خلق } أي : أوجد من العدم { السماوات والأرض } أي : على كبرهما وعظم ما فيهما من المنافع والمصانع والعجائب والبدائع ، وأثبت الجار تحقيقاً للأمر وتأكيداً للتقرير فقال تعالى { بقادر على أن يخلق مثلهم } أي : مثل هؤلاء الأناسي في الصغر أي : يعيدهم بأعيانهم ، وقيل : الضمير يعود على السماوات والأرض لتضمنهم من يعقل والأول أظهر ؛ لأنهم المخاطبون وقوله تعالى { بلى } جواب ليس وإن دخل عليها الاستفهام المصير لها إيجاباً أي : هو قادر على ذلك أجاب نفسه تعالى { وهو } مع ذلك أي : مع كونه عالماً بالخلق { الخلاق } أي : الكثير الخلق { العليم } أي : البالغ في العلم الذي هو منشأ القدرة فلا يخفى عليه كلي ولا جزئي في ماض ولا حال ولا مستقبل شاهد أو غائب .