اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَوَلَيۡسَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (81)

ثم ذكر ما هو أعظم من خلق الإنسان فقال { أَوَلَيْسَ الذي خَلَقَ السماوات والأرض بِقَادِرٍ على أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم } هذه قراءة العامة ودخلت الباء زائدة على اسم الفاعل ، والجَحْدَرِيّ وابن أبي إسحاق والأعرج{[46663]} «يَقْدر » فعلاً مضارعاً{[46664]} ، والضمير في مثلهم قيل : عائد على الناس لأنهم هم المخاطبون وقيل : على السموات والأرض ، لتضمنهم مَنْ يعقل{[46665]} ، ثم قال : «بلى » ( أي{[46666]} قل بلى ) هو قادر على ذلك { وَهُوَ الخلاق العليم } ( يخلق خلقاً بعد{[46667]} خلق ) العليم بجميع ما خلق و «بَلَى » جواب «للَيْسَ » وإن دخل عليها الاستفهام لتصييرها إيجاباً{[46668]} ، والعامة{[46669]} على «الخَلاَّقُ » صيغة مبالغة ، والجَحْدَريّ والحَسَن ومالكُ بن دينَارٍ{[46670]} «الخَالِقُ » اسم فاعل{[46671]} .


[46663]:حميد بن قيس الأعرج أبو صفوان المكي القارىء. روى عن سفيان بن عيينة وغيره. مات سنة 130 هـ، انظر: غاية النهاية1/265.
[46664]:من الشواذ انظرها في المختصر 126 والإتحاف 367 وانظر: الكشاف 3/332 وزاد المسير 7/42 وهي قراءة أبي بكر الصديق أيضا.
[46665]:البحر المحيط 7/348 والدر المصون 4/535.
[46666]:سقط من ب.
[46667]:كذلك.
[46668]:فعند الإثبات تقول: بلى وعند النفي في غير القرآن تقول: نعم لا.
[46669]:في ب: والعائد. لحن وتحريف.
[46670]:السامي الناجي مولاهم أبو يحيى الزاهد الواعظ أحد الأعلام عن أنس وابن جبير وعطاء وعنه عاصم الأحول وثقه النسائي. انظر: غاية النهاية 2/36 وخلاصة الكمال 367.
[46671]:من الأربع فوق العشرة. ابن خالويه 126 والإتحاف 367.