تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَوَلَيۡسَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (81)

الآية 81 وقوله تعالى : { أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى } يذكر ، والله أعلم : أو ليس من قدر على إنشاء السماوات والأرض مبتدأ لا من شيء ولا أصل لا يحتمل أن يعجزه إعادة الخلق وبعثهم ، أو يقول : إن من قدر على خلق السماوات والأرض وما فيهما لقادر على أن يخلق مثلهم ، وخلق المثل إعادة ، لأنه إنما يكون بعد هلاك الذين أنشأهم وبعد إماتتهم ، أو يخلق مثلهم مع بقائهم سواهم . وفي ذلك ابتداء خلق وإعادة ، فيلزمهم الإقرار بالبعث والقدرة على الإعادة .

ثم أخبر عن قدرته فقال : { بلى وهو الخلاّق العليم } أي هو خلق كل شيء من جواهر الأشياء وأفعالهم ، أو هو الخلاّق في الدنيا والآخرة .

[ وقوله تعالى ]{[17590]} : { العليم } يحتمل وجوها : يحتمل العليم ببعثهم ، أو العليم بمصالحهم ومعاشهم وما لا يصلح ، أو العليم بأحوالهم وأنفسهم ما ظهر منهم ، وما بطن ، وما أسرّوا ، وأعلنوا .


[17590]:ساقطة من الأصل وم.