فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَوَلَيۡسَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۚ بَلَىٰ وَهُوَ ٱلۡخَلَّـٰقُ ٱلۡعَلِيمُ} (81)

ثم ذكر سبحانه ما هو أعظم من الإنسان خلقا فقال : { أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم ؟ } والهمزة للإنكار والواو للعطف على مقدر كنظائره ، ومعنى الآية : أن من قدر على خلق السموات والأرض وهما في غاية العظم وكبر الأجزاء يقدر على إعادة خلق البشر الذي هو صغير الشكل ضعيف القوة ، كما قال سبحانه : { لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس } قال الشهاب : أي مثل هؤلاء الأناس الذي ماتوا ، والمراد هم وأمثالهم على سبيل التقديم والتأخير ، أو المراد هم على طريق الكناية في نحو مثلك يفعل كذا ، قرأ الجمهور : بقادر بصيغة اسم الفاعل ، وقرئ : يقدر بصيغة المضارع ، ثم أجاب سبحانه عما أفاده الاستفهام من الإنكار التقريري بقوله :

{ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ } أي بلى هو قادر على ذلك ، وهو المبالغ في الخلق والعلم على أكمل وجه وأتمه ، وقرئ : وهو الخالق ،