حاصبا : ريحا ترميهم بالحصباء وهي الحصى ، قال في الصحاح : الحاصب : الريح الشديدة التي تثير الحصباء .
نجيناهم بسحر : السدس الأخير من الليل ، حيث يختلط سواد الليل ببياض النهار .
34- { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلاَّ آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ } .
أرسلنا على قوم لوط حجارة ترميهم بالحصباء ، وهي الحصى والحجارة ، فأهلكتهم ودمَّرتهم ، إلا آل لوط وهم ابنتاه ومن آمن معه ، نجيناهم في الهزيع الأخير من الليل ، حيث يختلط سواد الليل ببياض النهار .
ودل على تناهي القباحة في مرتكبهم بتقديم الإخبار عن عذابهم فقال : { إنا } أي بما لنا من العظمة { أرسلنا } ودل على أنه إرسال إهانة بقوله : { عليهم } ودل على هوانهم وبلوغ أمره كل ما يراد به بقوله : { حاصباً } أي ريحاً ترمي بحجارة هي دون ملء الكف فكانت مهلكة لهم محرقة خاسفة مفرقة { إلا آل لوط } وهم من آمن به وكان بحيث إذا رأيته فكأنك رأيت لوطاً عليه السلام لما يلوح عليه من أفعاله والمشي على منواله في أقواله وأحواله وأفعاله .
ولما كان استثناؤهم مفهماً إنجاءهم مع التجويز لإرسال شيء عليهم غير مقيد بما ذكر ، قال مستأنفاً جواباً لمن كأنه قال : ما حالهم : { نجيناهم } أي تنجية عظيمة بالتدريج ، وذكر أول الشروع لإنجاءهم فقال : { بسحر * } أي بآخر ليلة من الليالي وهي التي عذب فيها قومه ، فكأنه تنكيره لأنا لا نعرف تلك الليلة بعينها ، ولو قصدت سحر الليلة التي صبحت منها كان معرفة لا ينصرف ، والسحر : السدس الأخير من الليل : الوقت الذي يكون فيه الإنسان لا سيما النساء والأطفال في غاية الغفلة بالاستغراق في النوم ، ويفتح الله فيها أبواب السماء باذن الدعاء ليحصل منه الإجابة لأن الملوك إذا فتحوا أبوابهم كان ذلك إذناً للناس في الدخول لقضاء الحوائج ، فالنزول وفتح الأبواب كناية عن ذلك - والله سبحانه وتعالى متعال عن حاجة إلى نزول أو فتح باب أو غير ذلك .
{ إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر }
{ إنا أرسلنا عليهم حاصباً } ريحاً ترميهم بالحصباء وهي صغار الحجارة الواحد دون ملء الكف فهلكوا { إلا آل لوط } وهم ابنتاه معه { نجيناهم بسحر } من الأسحار وقت الصبح من يوم غير معين ولو أريد من يوم معين لمنع من الصرف لأنه معرفة معدول عن السحر لأن حقه أن يستعمل في المعرفة بأل وهل أرسل الحاصب على آل لوط أولاً ؟ قولان وعبر عن الاستثناء على الأول بأنه متصل وعلى الشاني بأنه منقطع وإن كان من الجنس تسمحاً .
قوله : { إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آال لوط } الحاصب ، معناه الريح الشديدة تثير الحصباء وهي الحصى{[4410]} . لقد أرسل الله على قوم لوط حجارة من السماء فأبيدوا جميعا باستثناء نبي الله لوط وآله وهما بنتاه المؤمنتان ، إذ لم يؤمن معه من قومه أحد البتة . وكذا امرأته الشقية الأثيمة لم تؤمن فأصابها من البلاء ما أصاب قومها المجرمين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.