فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ حَاصِبًا إِلَّآ ءَالَ لُوطٖۖ نَّجَّيۡنَٰهُم بِسَحَرٖ} (34)

ثم بين سبحانه ما عذبهم به فقال :

{ أرسلنا عليهم حاصبا } للدلالة على أن إمطار الحجارة وإرسالها عليهم كان بواسطة إرسال الريح لها .

{ إلا آل لوط } يعني لوطا وابنتيه ومن تبعه ، وفي الاستثناء وجهان :

أحدهما : أنه متصل ، أي أرسل الحاصب على الجميع ، إلا أهله فإنه لم يرسل عليهم .

والثاني : أنه منقطع ، وبه قال أبو البقاء ، ولا أدري ما وجهه ، فإن الانقطاع وعدمه عبارة عن عدم دخول المستثنى في المستثنى منه ، ودخوله فيه ، وهذا دخل ليس إلا ، وهو كلام مشكل .

{ نجيناهم بسحر } أي آخر الليل ، وهو في كلام العرب اختلاط سواد الليل ببياض أول النهار ، فيكون فيه مخائل الليل ومخائل النهار ، وقيل : هما سحران الأعلى قبل انصداع الفجر ، والآخر عند انصداعه ، وانصرف سحر لأنه نكرة لم يقصد به سحر ليلة معينة ، ويوم معين ، ولو قصد معينا لامتنع كذا قال الزجاج والأخفش وغيرهما ، والباء بمعنى في ، أو هي للملابسة أي حال كونهم متلبسين بسحر .