فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ حَاصِبًا إِلَّآ ءَالَ لُوطٖۖ نَّجَّيۡنَٰهُم بِسَحَرٖ} (34)

ثم بيّن سبحانه ما عذبهم به فقال : { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حاصبا } أي ريحاً ترميهم بالحصباء ، وهي الحصى . قال أبو عبيدة والنضر بن شميل : الحاصب : الحجارة في الريح . قال في الصحاح : الحاصب : الريح الشديدة التي تثير الحصباء ، ومنه قول الفرزدق :

مستقبلين شمال الشام يضربها *** بحاصب كنديف القطن منثور

{ إِلاَّ ءالَ لُوطٍ نجيناهم بِسَحَرٍ } يعني : لوطاً ومن تبعه ، والسحر : آخر الليل ، وقيل : هو في كلام العرب اختلاط سواد الليل ببياض أوّل النهار ، وانصرف { سحر } لأنه نكرة لم يقصد به سحر ليلة معينة ، ولو قصد معيناً لامتنع . كذا قال : الزجاج والأخفش وغيرهما .