الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ حَاصِبًا إِلَّآ ءَالَ لُوطٖۖ نَّجَّيۡنَٰهُم بِسَحَرٖ} (34)

{ إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً } ريحاً ترميهم بالحصباء ، وهي الحصى ، وقال بعضهم : هو الحجر نفسه .

قال الضحّاك : يعني صغار الحصى ، والحاصب والحصب والحصباء هي الحجر الذي دون ملء الكف ، والمحصب الموضع الذي يرمى فيه الجمار ، وقال سعيد بن المسيب : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأهل المدينة : حصّبوا المسجد ، أي صبّوا فيه الحجارة .

ثم استنثى فقال : { إِلاَّ آلَ لُوطٍ } أي أتباعه على دينه من أهله وأُمته { نَّجَّيْنَاهُم } من العذاب { بِسَحَرٍ } قال الأخفش : إنّما أجراه ، لأنه نكرة ، ومجازه : بسحر من الأسحار ، ولو أراد بسحر يوم بعينه لقال : سحر غير مجرى ، ونظيره قوله :

{ اهْبِطُواْ مِصْراً } [ البقرة : 61 ] .