عين اليقين : عين هي اليقين نفسه .
أي : ثم لترونها رؤية حقيقية بالمشاهدة العينية ، أي أن ذلك أمر مؤكد ، أن تشاهدوا جهنم مشاهدة حقيقية ، بحيث لا يلتبس عليكم أمرها .
جاء في التفسير الوسيط للدكتور محمد سيد طنطاوي ما يأتي :
وقد قالوا إن مراتب العلم ثلاثة :
علم اليقين : وهو ما كان ناتجا عن الأدلة والبراهين .
وعين اليقين : وهو ما كان عن مشاهدة وانكشاف .
وحقّ اليقين : وهو ما كان عن ملابسة ومخاطبة .
ومثال ذلك : أن تعلم بالأدلة أن الكعبة موجودة فذلك علم اليقين ، فإذا رأيتها بعينيك فذلك عين اليقين ، فإذا ما دخلت في جوفها فذلك حقّ اليقين . v .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
لا شك فيه ، يقول : لترون الجحيم في الآخرة معاينة ، والجحيم ما عظم من النار ، يقينها رؤية العين . سنعذبهم مرتين : مرة عند الموت ، ومرة عند القبر ، ثم يردون إلى عذاب عظيم . ...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
لترونّ أيها المشركون جهنم يوم القيامة ، ثم لترونها عيانا لا تغيبون عنها .
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
{ ثم لترونها } بعد الدخول إليها . وقوله { عين اليقين } كقولهم هذا محض اليقين . والمعنى إنكم لو تحققتم وتيقنتم أنكم ترون الجحيم ، وأنكم إذا عصيتم وكفرتم عوقبتم ، لشغلكم هذا عن طلب التكاثر في الأموال في الدنيا ، ...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{ عَيْنَ اليقين } أي : الرؤية التي هي نفس اليقين وخالصته . ... ويجوز أن يراد بالرؤية : العلم والإبصار . ...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
إن في قوله : { عين اليقين } تأكيدين للرؤية بأنها يقين وأن اليقين حقيقة . والقول في إضافة { عين اليقين } كالقول في إضافة { علم اليقين } [ التكاثر : 5 ] المذكور آنفاً .
{ ثم لترونها عين اليقين } أي مشاهدة . وقيل : هو إخبار عن دوام مقامهم في النار ، أي هي رؤية دائمة متصلة ، والخطاب على هذا للكفار . وقيل : معنى { لو تعلمون علم اليقين } أي لو تعلمون اليوم في الدنيا علم اليقين فيما أمامكم مما وصفت { لترون الجحيم } بعيون قلوبكم ، فإن علم اليقين يريك الجحيم بعين فؤادك ، وهو أن تتصور لك تارات القيامة ، وقطع مسافاتها . { ثم لترونها عين اليقين } أي عند المعاينة بعين الرأس ، فتراها يقينا ، لا تغيب عن عينك . { ثم لتسألن يومئذ عن النعيم } في موقف السؤال والعرض .
ولما كان هذا توعداً على التكاثر ؛ لأنه يقتضي الإعراض عن الآخرة فيوقع في غمرات البلايا الكبار ، أكد فقال مفخماً له بحرف التراخي : { ثم لترونها } وعزة الله ، ورقي العلم عن رتبة الأول فقط فقال تعالى : { عين اليقين * } أي الرؤية التي هي نفس اليقين ، وذلك هو المعاينة بغاية ما يكون من صفاء العلم ، لكونه لا ريبة فيه ، فإن المشاهدة أعلى أنواع العلم . قال الرازي : وهو المغني بالاستدراك عن الاستدلال ، وعن الخبر بالعيان ، وخرق الشهود حجاب العلم . انتهى . ويجوز أن يكون هذا الثاني بالملامسة والدخول ، فالمؤمن وارد ، والكافر خالد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.