السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيۡنَ ٱلۡيَقِينِ} (7)

وقوله تعالى : { ثم لترونها } تكرير للتأكيد ، والأولى إذا رأتهم من مكان بعيد ، والثانية إذا وردوها ، والمراد بالأولى المعرفة ، والثانية الإبصار . { عين اليقين } أي : الرؤية التي هي نفس اليقين ، فإن علم المشاهدة أعلى مراتب اليقين . قال الرازي : واليقين مركب الإخلاص في هذا الطريق ، وهو غاية درجات العامة ، وأوّل خطرة الخاصة . قال صلى الله عليه وسلم :«خير ما ألقي في القلب اليقين » ، وعلمه قبول ما ظهر من الحق ، وقبول ما غاب للحق ، والوقوف على ما قام بالحق . وقال قتادة : اليقين هنا الموت ، وعنه أيضاً : البعث ، أي : لو تعلمون علم الموت ، أو البعث ، فعبر عن الموت باليقين ، والعلم من أشدّ البواعث على العمل . وقيل : لو تعلمون اليوم في الدنيا علم اليقين بما أمامكم مما وصفت .

{ لترونّ الجحيم } بعيون قلوبكم ، فإنّ علم اليقين يريك الجحيم بعين فؤادك . وقرأ ( لترون ) ابن عامر والكسائي بضم التاء ، والباقون بالفتح .