الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيۡنَ ٱلۡيَقِينِ} (7)

{ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ } يصلح أن يكون في معنى المضي جواباً ل ( لو ) ، تقديره : لو تعلمون العلم اليقين لرأيتم الجحيم بقلوبكم ، ثم رأيتموها بالعين اليقين .

وقيل : معناه لو تعلمون علم اليقين لشغلكم عن التكاثر والتفاخر ، ثم استأنف { لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ } على نيّة القَسَم ، وإلى هذا ذهب مقاتل ، وقيل : معناه : لو علمتم يقيناً أنكم ترون النار لشغلكم ذلك عما أنتم فيه .

وقيل : ذكر ( كلاّ ) ثلاث مرّات أرادَ : تعلمون عند النزوع ، وتعلمون في القبر ، وتعلمون في القيامة ، ثم ذكر في الثالثة علم اليقين ؛ لأنّه صار عياناً ما كان مُغيّباً .

وقراءة العامّة لتُرونّ بضم التاء في الحرفين ، وضَمَّ الكسائي التاء في الأُولى منهما ، وفتح الأُخرى ، ورواه عن علي رضي الله عنه .

أخبرنا محمد بن عبدوس قال : حدّثنا محمد بن يعقوب قال : حدّثنا محمد بن الجهم قال : حدّثنا الفرّاء قال : أخبرني محمد بن الفضل ، عن عطاء ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن علي أنه قرأ { لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا } بضم التاء الأُولى وفتح الثانية ، وقال الفرّاء : الأول أشبه بكلام العرب ؛ لأنّه تغليظ ، فلا ينبغي أن يختلف لفظه .