" وادخلي جنتي " . . في كنفي ورحمتي . .
إنها عطفة تنسم فيها أرواح الجنة . منذ النداء الأول : " يا أيتها النفس المطمئنة " . . المطمئنة إلى ربها . المطمئنة إلى طريقها . المطمئنة إلى قدر الله بها . المطمئنة في السراء والضراء ، وفي البسط والقبض ، وفي المنع والعطاء . المطمئنة فلا ترتاب والمطمئنة فلا تنحرف . والمطمئنة فلا تتلجلج في الطريق . والمطمئنة فلا ترتاع في يوم الهول الرعيب . .
ثم تمضي الآيات تباعا تغمر الجو كله بالأمن والرضى والطمأنينة ، والموسيقى الرخية الندية حول المشهد ترف بالود والقربى والسكينة .
ألا إنها الجنة بأنفاسها الرضية الندية ، تطل من خلال هذه الآيات . وتتجلى عليها طلعة الرحمن الجليلة البهية . . .
29 ، 30- فادخلي في عبادي* وادخلي جنتي .
فادخلي في عبادي الصالحين ، وكوني في جملتهم ، وما أعد لهم من الكرامة والرضوان ، وادخلي معهم الجنة ، وفيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .
وفي ختام السورة نلمّح أن الكافر يتعظ ويتوب عن كفره ، وعن حرصه على الدنيا دون الآخرة ، ولكن لا ينفعه ذلك ، فليت راغب التوبة يعجل بها ، الآن الآن ، قبل فوات الأوان .
ثم بحمد الله تعالى تفسير سورة ( الفجر ) ، مساء الأربعاء 29 من صفر 1422 ه ، الموافق 23/5/2001م .
i تفسير جزء عم للأستاذ الإمام محمد عبده ، سورة الفجر .
ii تفسير المراغي ، للأستاذ أحمد مصطفى المراغي 30/150 مطبعة مصطفى البابى الحلبي بمصر .
iii في ظلال القرآن للأستاذ سيد قطب 30/157 ، بتصرف .
iv يتعاقبون فيكم ملائكة الليل :
رواه البخاري في مواقيت الصلاة ( 555 ) ، وفي التوحيد ( 7429 ، 7486 ) ، ومسلم في المساجد ( 632 ) ، والنسائي في الصلاة ( 485 ) وأحمد ( 27336 ، 9936 ) ، ومالك في النداء للصلاة ( 413 ) ، من حديث أبي هريرة بلفظ : ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار . . . ) الحديث .
v ما من أيام العمل الصالح فيهن :
رواه الترمذي في الصوم ( 757 ) وأبو داود في الصيام ( 2438 ) وابن ماجة في الصيام ( 1727 ) من حديث عبد الله بن عباس بلفظ : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه . . . ) الحديث .
vi اللهم غارت النجوم وهدأت العيون :
قال الهيثمي في المجمع : عن زيد بن ثابت قال : أصابني أرق من الليل فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( قل : اللهم غارت النجوم وهدأت العيون وأنت حي قيوم ، يا حي يا قيوم أنم عيني وأهدئ ليلي ) فقلتها فذهب عني . وقال : رواه الطبراني . وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك . وذكره مالك في الموطأ كتاب النداء للصلاة فقال : وحدثني عن مالك أنهم بلغهم أن أبا الدرداء كان يقوم من جوف الليل فيقول : نامت العيون وغارت النجوم وأنت الحي القيوم . . . فذكره هكذا من قول أبي الدرداء . وقال الحافظ ابن حجر : لم أقف على من وصله ، ولا أسنده ابن عبد البر مع تتبعه لذلك . . . إلخ . الفتوحات الربانية 3/177 .
vii إن الله ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته :
رواه البخاري في التفسير ، باب قوله : { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد } ( 4409 ) ومسلم في البر والصلة والآداب ، باب : تحريم الظلم ( 2583 ) وابن ماجة في الفتن باب العقوبات ( 4018 ) عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته ) قال : ثم قرأ : { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد } .
viii إن الله ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته :
رواه البخاري في الطلاق ( 5304 ) وفي الأدب ( 6005 ) والترمذي في البر والصلة ( 1918 ) ، وأبو داود في الأدب ( 5150 ) ، وأحمد ( 22313 ) ، من حديث سهل بن سعد ، وقال الترمذي : حسن صحيح ، ومالك في الجامع ( 1768 ) بلاغا .
رواه ابن ماجة في الأدب ( 3679 ) من حديث عبد الرحمان بلفظ : ( خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت . . . ) الحديث .
{ وادخلي جنتي * } أي وهي جنة عدن وهي أعلى الجنان ، قال البغوي : قال سعيد بن جبير : مات ابن عباس رضي الله عنهما بالطائف فشهدت جنازته فجاء طائر لم نر على صورة خلقه ، فدخل نعشه فلم نر خارجاً منه ، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر فلم ندر من تلاها ، وهذا الآخر هو أولها على ما هو ظاهر المقسم عليه بالفجر من البعث المحتوم ، الذي لولا هو لكان خلق الخلق من العبث المذموم ، المنزه عنه الحي القيوم ، فسبحان الملك الأعظم الذي هذا كلامه ، علت معانيه عن طعن وشرفت أعلامه ، وغر في ذروة الإعجاز تركيبه ونظامه ، " وأين الثريا من يد المتناول
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.