انطلقوا . وإنكم لتعرفون إلى أين ! وتعرفونها هذه التي تنطلقون إليها . فلا حاجة إلى ذكر اسمها . . ( إنهاترمي بشرر كالقصر . كأنه جمالة صفر ) . . فالشرر يتتابع في حجم البيت من الحجر . [ وقد كان العرب يطلقون كلمة القصر على كل بيت من حجر وليس من الضروري أن يكون في ضخامة ما نعهد الآن من قصور ] فإذا تتابع بدا كأنه جمال صفر ترتع هنا وهناك ! هذا هو الشرر فكيف بالنار التي ينطلق منها الشرر ? !
ترمي بشرر : هو ما تطاير من النار متفرقا .
كالقصر : كل شررة كالبناء المشيّد في العظم والارتفاع .
الضمير في : إنها ، لجهنم ، وصح عود الضمير عليها مع عدم ذكرها صراحة لأنها تفهم من السياق ، فالمكذبون لا ينطلقون إلا إلى النار ، أو إلى ألوان من عذابها ، وجهنم ينطلق منها شرر كبير في حجم القصر ، وهو البناء العالي العظيم ، أو الحصن المنيع .
{ إنها } يعني جهنم ، { ترمي بشرر } وهو ما تطاير من النار ، واحدها شررة . { كالقصر } وهو البناء العظيم ، قال ابن مسعود : يعني الحصون . وقال عبد الرحمن : سألت ابن عباس عن قوله : { إنها ترمي بشرر كالقصر } قال : هي الخشب العظام المقطعة ، وكنا نعمد إلى الخشب فنقطعها ثلاثة أذرع وفوق ذلك ودونه ندخرها للشتاء ، فكنا نسميها القصر . وقال سعيد بن جبير ، والضحاك : هي أصول النخل والشجر العظام ، واحدتها قصرة ، مثل تمرة وتمر ، وجمرة وجمر . وقرأ علي وابن عباس { كالقصر } بفتح الصاد ، أي أعناق النخل ، والقصرة العنق ، وجمعها قصر وقصرات .
ولما بين أن هذا الظل زيادة في العذاب ، وكان من المعلوم أنه لا يكون دخان إلا من نار ، قال مبيناً أنه لو كان هناك ظل ما أغنى : { إنها } أي النار التي دل عليها السياق { ترمي } أي من شدة الاستعار { بشرر } وهو ما تطاير من النار إذا التهبت ، واحدتها شرارة وهي صواعق تلك الدار { كالقصر * } أي كل شرارة{[70919]} منها كأنها{[70920]} قصر مشيد من عظمها وقيل : هو الغليظ من الشجر{[70921]} ، الواحدة قصرة مثل جمر وجمرة ، وهي اسم جنس جمعي لم يستعمل إلا في جمع فهو شامل لكثير الجموع وقليلها ، وكذا كل ما فرق بين واحدة وجمعه التاء وليس بجمع لأنه ليس بجمع سلامة وهو ظاهر ولا تكسير لأن{[70922]} أوزانه معروفة وليس منها{[70923]} فعل وليس بجنس ، فإنه لا يشمل{[70924]} ما دون الجمع ومن عظمة شرارها تعرف عظمة جمرها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.