غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّهَا تَرۡمِي بِشَرَرٖ كَٱلۡقَصۡرِ} (32)

1

{ لا ظليل ولا يغني من اللهب إنّها ترمي بشرر كالقصر } وفيه تهكم بهم وتعريض بأن ظلهم غير ظل المؤمنين أي ذلك الظل غير مانع حر الشمس وغير مغن منحر اللهب شيئاً أي لا روح كما قال في الواقعة { لا بارد ولا كريم } [ الآية :44 ] يقال أغن عني وجهك أي أبعده لأن الغني عن الشيء يباعده كما أن المحتاج إليه يقاربه . وإنما عدي في الآية ب " من " لأنه أراد أن ابتداء الإغناء منه ، وعن قطرب أن اللهب هاهنا هو العطش .

/خ50

ثم شبه الشرر وهو ما يتطاير من النار متبدداً في كل جهة بالقصر . والأكثرون على أنه واحد القصور . وعن سعيد بن جبير ومقاتل والضحاك أنه الغليظ من أصول الشجر العظام الواحدة قصرة كجمرة وجمر . وروي عن ابن عباس أنه سئل عن القصر فقال : خشب كنا ندخره للشتاء .