الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّهَا تَرۡمِي بِشَرَرٖ كَٱلۡقَصۡرِ} (32)

وأخرج عبد الرزاق والفريابي والبخاري وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم من طريق عبد الرحمن بن عابس قال : سمعت ابن عباس يسأل عن قوله : { إنها ترمي بشرر كالقصر } قال : كنا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقل ، فنرفعه للشتاء فنسميه القصر . قال : وسمعته يسأل عن قوله تعالى : { جمالات صفر } قال : حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجال .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قرأها { كالقصر } بفتح القاف والصاد . قال : قصر النخل يعني الأعناق ، وكان يقرأ { جمالات } بضم الجيم .

وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس { كالقصر } قال : كجذور الشجر .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كانت العرب تقول في الجاهلية : اقصروا لنا الحطب ، فيقطع على قدر الذراع والذراعين .

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط عن ابن مسعود في قوله : { ترمي بشرر كالقصر } قال : إنها ليست كالشجر والجبال ، ولكنها مثل المدائن والحصون .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { كالقصر } قال : هو القصر { كأنه جملات صفر } قال : الإِبل .

وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله : { كالقصر } قال : مثل قصر النخلة .

وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية ، قال : القصر أصول الشجر العظام كأنها أجواز الإِبل الصفر . قال ابن جرير : وسط كل شيء جوزة .

وأخرج ابن جرير عن هارون قال : قرأها الحسن { القصر } بجزم الصاد ، وقال : هو الجزل من الخشب .