الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّهَا تَرۡمِي بِشَرَرٖ كَٱلۡقَصۡرِ} (32)

- ثم قال تعالى : ( إنها ترمي بشرر كالقصر )

أي : [ إن ] {[72864]} : جهنم ترمي ذلك {[72865]} اليوم بشرر {[72866]} كالقصر [ المبني ] {[72867]} . وقال {[72868]} ابن عباس : " كالقصر العظيم " {[72869]} .

قال الحسن : هو واحد القصور {[72870]} .

وروى حجاج عن هارون {[72871]} ( كالقَصْرِ ) أي : كالخشب الجزل {[72872]} ، وهو جمع قصْرة كجمرة وجمر ، وثمرة وثمر {[72873]} .

وقرأ {[72874]} ابن عباس " كالقصَر " بفتح الصاد {[72875]} .

وقرأ ابن جبير والحسن : " كالقِصر " بكسر {[72876]} القاف وفتح الصاد {[72877]} .

وعن ابن جبير : كقراءة ابن عباس {[72878]} ، القصرة : الخشبة تكون [ ثلاث ] {[72879]} أذرع أو أكثر فهو على قراءته جمع قصرة كخشبة وخشب {[72880]} .

وقال مجاهد وقتادة : القَصَر-بالفتح- هو [ أصول ] {[72881]} النخل {[72882]} . ومن كسر القاف جعله جمع قِصَرة وقصر {[72883]} ، وهي خشبة أيضا .

وقال المبرد : قيل : القصر : الجزل من الحطب الغليظ واحدته قصرة كجمرة وجمر {[72884]} .

والقصر في هذا الموضع إذا جعلته أحد القصور فهو واحد يدل [ على الجمع ] {[72885]} ، ولذلك جعل نعتا ل : " شرر " وهي جماعة .

فإن جهلت {[72886]} جمع قصرة جئت به في النعت بالجمع كالمنعوت ، وقد [ قال ] {[72887]} ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) {[72888]} ، فوحَّد ( و ) {[72889]} لم يقل : " الأدبار " ؟ لأن الدبر بمعنى الجمع ، وفعل ذلك توفيقا {[72890]} بين رؤوس [ الآي ] {[72891]} ومقاطع {[72892]} الكلام ، إذ {[72893]} كان ذلك شأن العرب ، والقرآن بلسانها {[72894]} نزل فجَرَت [ ألفاظه ] {[72895]} على عادتها في لغتها وكلامها [ وسجعها ] {[72896]} ، وقد قال تعالى : ( تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت ) {[72897]} ، ولم يقل : " كعيون الذين " وهو المعنى {[72898]} لأن المراد في التشبيه الفعل لا العين {[72899]} .


[72864]:- زيادة من أ.
[72865]:- أ: في ذلك.
[72866]:- "الشرر ما تطاير من النار... واحدته شَرَرَةٌ وهو الشرار واحدته شَرَارَة". اللسان: (شرر) وفي المفردات: 263 (شر) أنها "سميت بذلك لاعتقاد الشر فيه".
[72867]:- كأنها في م: المبقى.
[72868]:- أ، ث: قال.
[72869]:- جامع البيان 29/239 والدر 8/384.
[72870]:- انظر إعراب النحاس 5/119 وانظر تفسير القرطبي 19/163 حيث حكاه عن ابن عباس وابن مسعود.
[72871]:- وجدت كثيرين ممن تسموا بهذا الاسم، وكذلك حجاج. ولم يحصل لي أي قرينة تجعلني أرجح واحدا منهم.
[72872]:- ث: الخزل. "والجزل: الحطب اليابس، وقيل الغليظ، وقيل: ما عظم من الحطب ويبس ثم كثر استعماله حتى صار كل ما كثر جزلا" اللسان: (جزل).
[72873]:- انظر إعراب النحاس 5/119.
[72874]:- ث: وقال.
[72875]:- انظر جامع البيان 29/240 والمختصر لابن خالويه: 167 والمحتسب 2/346 والمحرر 16/202 وتفسير القرطبي 19/164 وحكاها أيضا عن مجاهد وحميد والسلمي.
[72876]:- ث: بكسف.
[72877]:- انظر هذه القراءة عن ابن جبير والحسن في إعراب النحاس 5/119. وعن ابن جبير فقط في المختصر لابن خالويه: 167 والمحتسب 2/346 وتفسير القرطبي 19/164 وعنهما معا في البحر 8/407.
[72878]:- انظر هذه القراءة "كالقَصَرِ" عن ابن جبير، في إعراب النحاس 5/119. والمحتسب 2/346.
[72879]:- م، ث: ثلاثة.
[72880]:- انظر المحتسب 2/346.
[72881]:- م: وصول.
[72882]:- انظر هذا القول عن قتادة في جامع البيان 29/240 ولم يقيدها بالفتح وبنحوه عن مجاهد، وقاله ابن قتيبة في الغريب: 507.
[72883]:- كذا في جميع النسخ ولم أفهم معناه وانظر تفسير القرطبي 19/164.
[72884]:- لم أقف عليه.
[72885]:- م: على الجميع. ث: على أن الجميع.
[72886]:- أ: جعلت.
[72887]:- م: قيل.
[72888]:- القمر: 45.
[72889]:- ساقط من أ.
[72890]:- ث: توقيفا (تصحيف).
[72891]:- م: الادى (تحريف).
[72892]:- أ: ومقاطيع.
[72893]:- ث: اذا.
[72894]:- أ: بلسانهم.
[72895]:- ساقط من م.
[72896]:- ساقط من م.
[72897]:- الأحزاب: 19.
[72898]:- أ: المعنا، ث: المعنى.
[72899]:- انظر جامع البيان 29/241.