نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{إِنَّهَا تَرۡمِي بِشَرَرٖ كَٱلۡقَصۡرِ} (32)

ولما بين أن هذا الظل زيادة في العذاب ، وكان من المعلوم أنه لا يكون دخان إلا من نار ، قال مبيناً أنه لو كان هناك ظل ما أغنى : { إنها } أي النار التي دل عليها السياق { ترمي } أي من شدة الاستعار { بشرر } وهو ما تطاير من النار إذا التهبت ، واحدتها شرارة وهي صواعق تلك الدار { كالقصر * } أي كل شرارة{[70919]} منها كأنها{[70920]} قصر مشيد من عظمها وقيل : هو الغليظ من الشجر{[70921]} ، الواحدة قصرة مثل جمر وجمرة ، وهي اسم جنس جمعي لم يستعمل إلا في جمع فهو شامل لكثير الجموع وقليلها ، وكذا كل ما فرق بين واحدة وجمعه التاء وليس بجمع لأنه ليس بجمع سلامة وهو ظاهر ولا تكسير لأن{[70922]} أوزانه معروفة وليس منها{[70923]} فعل وليس بجنس ، فإنه لا يشمل{[70924]} ما دون الجمع ومن عظمة شرارها تعرف عظمة جمرها .


[70919]:من ظ و م، وفي الأصل: شرر.
[70920]:من ظ و م، وفي الأصل: كأنه.
[70921]:من ظ و م: الشجرة.
[70922]:من ظ و م، وفي الأصل: لا.
[70923]:من م، وفي الأصل: فيها، وفي ظ: بها.
[70924]:من ظ و م، وفي الأصل: يشمل.