{ إِنَّهَا } أي إن جهنم ، لأن السياق{[59046]} كله لأجلها .
وقرأ العامة : «بِشَررٍ » بفتح الشين وعدم ألف بين الراءين .
وورش{[59047]} يرقّق{[59048]} الراء الأولى لكسر التي بعدها .
وقرأ ابن عباس وابن مقسم : بكسر الشين{[59049]} وألف بين الراءين .
وعيسى{[59050]} كذلك ، إلا أنه يفتح الشين .
فقراءة ابن عباس : يجوز أن تكون جمعاً ل «شَرَرة » ، و «فَعَلة » تجمع على «فِعَال » نحو «رَقَبة ورِقَاب ، ورحبة ورِحَاب » .
وأن يكون جمعاً ل «شر » لا يراد به «أفعل » التفضيل : يقال : رجل شر ، ورجال أشرار ورجل خير ورجال أخيار ، ويؤنثان ، فيقال : امرأة شرة وامرأة خيرة ، فإن أريد بهما التفضيل امتنع ذلك فيهما ، واختصّا بأحكام مذكورة في كتب النحو ، أي : ترمي بشرار من العذاب ، أو بشرار من الخلق .
وأما قراءة عيسى : فهو جمع شرارة بالألف ، وهي لغة تميم ، والشررة والشرارة : ما تطاير من النار منصرفاً .
قال القرطبي{[59051]} : «الشرر : واحدته شررة ، والشرار : واحدته شرارة ، وهو ما تطاير من النار في كل جهة ، وأصله من شررت الثوب إذا بسطته للشمس ليجفَّ .
قوله : { كالقصر } العامة على فتح القاف وسكون الصاد ، وهو من القصر المعروف شبِّهت به في كبره وعظمه .
وابن عباس وتلميذه ابن جبير والحسن{[59052]} : بفتح القاف والصَّاد ، وهي جمع قصرة - بالفتح - والقصرة : أعناق الإبل والنخل وأصول الشجر .
وقرأ ابن{[59053]} جبير والحسن أيضاً : بكسر القاف وفتح الصَّاد ، جمع قصرة بفتح القاف .
قال الزمخشري : «كحاجة وحوج » .
وقال أبو حيان{[59054]} : «كحلقة من الحديد وحلق » .
وقرئ{[59055]} : «كالقَصِر » بفتح القاف وكسر الصاد .
قال شهاب الدين{[59056]} : ولم أر لها توجيهاً ، ويظهر أن يكون ذلك من باب الإتباع والأصل : كالقصر - بسكون الصاد - ثم أتبع الصاد حركة الراء فكسرها ، وإذا كانوا قد فعلوا ذلك في المشغول بحركة نحو «كَتِف ، وكَبِد » فلأن يفعلوه في الخالي منها أولى ، ويجوز أن يكون ذلك للنقل ، بمعنى أنه وقف على الكلمة ، فنقل كسرة الراء إلى الساكن قبلها ، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف ، وهو باب شائع عند القراء والنحاة .
وقرأ عبد الله{[59057]} : قُصُر وفيها وجهان :
أحدهما : أنه جمع قصر ، ك «رَهْن ورُهُن » . قاله الزمخشري .
والثاني : أنه مقصور من قصور ؛ كقوله : [ الرجز ]
5060- فِيهَا عَيَايِيلُ أسُودٌ ونُمُرْ{[59058]}*** . . .
يريد : نمور ، فقصر ، وكقوله : { والنجم } [ النجم : 1 ] يريد : النجوم .
وتخريج الزمخشري أولى ، لأن محل الثاني إما الضرورة ، وإما الندور .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.