حور : جمع حوراء ، من الحور وهو شدة سواد العين مع شدة بياضها .
عين : جمع عيناء ، وهي واسعة العينين .
54 ، 55- { كذلك وزوجناهم بحور عين * يدعون فيها بكل فاكهة آمنين } .
أي : هذا العطاء مع تزويجهم أو قرنهم بالزوجات الحسان الحور البيض ، الواسعات الأعين مع شدة بياض العين وشدة السواد فيها ، يطلبون ما شاءوا من أنواع الفواكه والثمار ، ويجدون في الجنة ما يشتهون ، حال كونهم آمنين من الأوجاع والأسقام ، ومن الموت والتعب والشيطان ، وقد تكرر وصف الجنة في القرآن الكريم ، وذكر ألوان النعيم المتعدد ، مثل قوله تعالى : { إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون * تعرف في وجوههم نضرة النعيم * يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } . ( المطففين : 22-26 ) .
وقوله سبحانه : { فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * كأنهن الياقوت والمرجان } . ( الرحمان : 56-58 ) .
قوله تعالى : { في جنات وعيون يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين كذلك وزوجناهم } أي : كما أكرمناهم بما وصفنا من الجنات والعيون واللباس كذلك أكرمناهم بأن زوجناهم { بحور عين } أي : قرناهم بهن ، ليس من عقد التزويج ، لأنه لا يقال : زوجته بامرأة ، قال أبو عبيدة : جعلناهم أزواجاً لهن كما يزوج النعل بالنعل ، أي جعلناهم اثنين اثنين ، والحور : هن النساء النقيات البياض . قال مجاهد : يحار فيهن الطرف من بياضهن وصفاء لونهن . وقال أبو عبيدة : الحور : هن شديدات بياض الأعين الشديدات سوادها ، واحدها أحور ، والمرأة حوراء ، والعين جمع العيناء ، وهي عظيمة العينين .
ولما كان هذا أمراً يبهر العقل ، فلا يكاد يتصوره ، قال مؤكداً له : { كذلك } أي الأمر كما ذكرنا سواء لا مرية فيه . ولما كان ذلك لا يتم السرور به إلا بالأزواج{[57714]} قال : { وزوجناهم } أي قرناهم كما تقرن الأزواج ، وليس المراد به العقد ؛ لأنه فعل متعد بنفسه وهو لا يكون في الجنة ؛ لأن{[57715]} فائدته الحل ، والجنة ليست بدار كلفة من تحليل أو تحريم ، وذكر مظهر العظمة تنبيهاً على كمال الشرف { بحور } أي على-{[57716]} حسب التوزيع بجواري بيض حسان نقيات الثياب { عين * } أي واسعات{[57717]} الأعين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.