قوله : «كذلك » في هذه الكاف وجهان :
أحدهما : النصب نعتاً لمصدر ، أي نفعل بالمتقين فعلاً كذلك أي مثْلَ ذلك الفِعل .
والثاني : الرفع على خبر ابتداء مضمر أي الأَمرُ كَذلِكَ{[50446]} .
وقدر أبو البقاء قبله جملةً فقال : «تقديره : فَعَلْنَا ذَلِكَ ، والأَمْرُ كَذلِكَ »{[50447]} ، ولا حاجة إليه . والوقف على «كذلك » والابتداء بقوله : وَزَوَّجْنَاهُمْ .
قوله : «بِحُورٍ عِينٍ » العامة على تنوين «حُورٍ » موصوفاً «بِعِينٍ » . وعكرمة لم يُنَوِّنْ{[50448]} ، أضافهن لأنهن يَنْقَسِمْن إلى «عِينٍ » وغير «عِينٍ » . وتقدم تفسير الحُور العِينِ .
قال أبو عبيدة : معنى «وَزَوَّجْنَاهُمْ » أي جعلناهم أزواجاً ، كما يزوج النَّعْلُ بالنَّعْلِ{[50449]} أي جَعَلْنَاهُمْ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ . واختلفوا في هذا اللفظ هل يدل على حصول عقد التزويج أم لا ؟ فقال يونس{[50450]} : قوله تعالى : { وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } قَرَنَّاهُمْ بِهِنَّ وليس من عقد التزويج ، والعرب لا تقول : تَزَوَّجْتُ بِهَا ، وإنَّما تقول : تَزَوَّجْتُهَا . وقال الواحديُّ : ( رحمه الله ){[50451]} : والتنزيل نزل على ما قال يونس ، وذلك قوله تعالى : { فَلَمَّا قضى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا } [ الأحزاب : 37 ] ولو كان المراد تَزَوَّجْتُ بِهَا لقال : زَوَّجْنَاكَ بِهَا{[50452]} .
قال الواحدي : وأصل الحور البَيَاض ، والتَّحْوير التبييض ، وقد تقدم في تفسير الحَوَارِيِّينَ{[50453]} . وعين حوراء إذا اشتدَّ بَيَاضُ بَيَاضِهَا ، واشْتَدَّ سَوَادُ سَوَادِهَا ، ولا تسمى المرأة حَوْرَاءَ حتى يكون حَوَرُ عَيْنَيْهَا بَيْضَاء في لَوْن الجَسَد{[50454]} . وأما العِين فجمع عَيْنَاءَ ، وهي التي تكون عظيمةً العَيْنَيْنِ من النِّسَاء وَاسِعَتَهُمَا{[50455]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.