في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالَ نُوحٞ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا خَسَارٗا} (21)

( قال نوح : رب إنهم عصوني ، واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا . ومكروا مكرا كبارا . وقالوا لا تذرن آلهتكم ، ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا . وقد أضلوا كثيرا . ولا تزد الظالمين إلا ضلالا ) . .

رب إنهم عصوني ! بعد كل هذا الجهاد ، وبعد كل هذا العناء . وبعد كل هذا التوجيه . وبعد كل هذا التنوير . وبعد الإنذار والإطماع والوعد بالمال والبنين والرخاء . . بعد هذا كله كان العصيان . وكان السير وراء القيادات الضالة المضللة ، التي تخدع الأتباع بما تملك من المال والأولاد ، ومظاهر الجاه والسلطان . ممن ( لم يزده ماله وولده إلا خسارا )فقد أغراهم المال والولد بالضلال والإضلال ، فلم يكن وراءهما إلا الشقاء والخسران .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{قَالَ نُوحٞ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا خَسَارٗا} (21)

شكوى نوح إلى ربه سبحانه وتعالى

{ قال نوح رب إنهم عصوني واتّبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا 21 ومكروا مكرا كبّارا 22 وقالوا لا تذرنّ آلهتكم ولا تذرنّ ودّا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا 23 وقد أضلّوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا 24 }

المفردات :

الخسار : الخسران .

مكرا كبارا : كبيرا عظيما .

21

التفسير :

21 ، 22- قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله ، وولده إلا خسارا* ومكروا مكرا كبّارا .

كرّر نوح شكواه إلى الله الخبير العليم . فقال :

رب إنهم عصوني . أي : خالفوا أمري ، وأعرضوا عن رسالتي ، واتبعوا عمالقة الكفر الذين غرّهم المال والولد والجاه ، فتركوا الرشاد والإيمان ، وسلكوا طريق الكفر والخسران .

ومكروا مكرا كبّارا .

دبّروا الكيد لإغراء البسطاء والدهماء من العامة ، بالكيد واستمرار التوصية لهم بالابتعاد عن نوح ، والاستمرار على عبادة الأصنام .

كما يقول الضعفاء لهؤلاء الكبراء المضلّلين يوم القيامة : بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا . . . ( سبأ : 33 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{قَالَ نُوحٞ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا خَسَارٗا} (21)

كُبارا : بضم الكاف وفتح الباء المشددة : كبيرا عظيما .

بعدَ أن يئس نوحٌ من قومه في هذه المدَّة الطويلة التي قضاها بينَهم توجّه إلى ربه وقال : ربّ إنهم عَصَوني واتَّبعوا طواغيتَهم من الأغنياءِ الأقوياء الذين لن تزيدَهم أموالُهم وأولادُهم إلا خُسرانا .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالَ نُوحٞ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا خَسَارٗا} (21)

{ قَالَ نُوحٌ } شاكيا لربه : إن هذا الكلام والوعظ والتذكير ما نجع فيهم ولا أفاد .

{ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي } فيما أمرتهم به { وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا } أي : عصوا الرسول الناصح الدال على الخير ، واتبعوا الملأ والأشراف الذين لم تزدهم أموالهم ولا أولادهم إلا خسارا أي : هلاكا وتفويتا للأرباح فكيف بمن انقاد لهم وأطاعهم ؟ !

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَالَ نُوحٞ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا خَسَارٗا} (21)

ولما كانوا قد جادلوه عليه الصلاة والسلام بعد هذا البيان الذي لا يشك في دلالته على المراد من تحقق لصفاء الإيقان ، فأكثروا الجدال ونسبوه إلى الضلال وعصوه أقبح العصيان وقابلوه بأشنع{[68762]} الأقوال والأفعال{[68763]} ، طوى ذلك مشيراً إليه بقوله مستأنفاً : { قال نوح } أي بعد رفقه بهم ولينه لهم شاكياً منهم{[68764]} : { رب } أي أيها المحسن إليّ المدبر لي{[68765]} المتولي لجميع أموري .

ولما كان الضعفاء أكثر الناس بحيث إذا اجتمعوا دل{[68766]} الرؤوس الأقوياء بالأموال والأولاد وكانوا كأنهم الكل ، فقال مؤكداً لأن عصيانهم له بعد ذلك مما يبعد وقوعه : { إنهم } أي قومي الذين دعوتهم إليك مع صبري عليهم ألف سنة إلا خمسين عاماً { عصوني } أي فيما أمرتهم به ودعوتهم إليه فأبوا أن يجيبوا دعوتي وشردوا عني أشد شراد وخالفوني أقبح مخالفة { واتبعوا } أي بغاية جهدهم نظراً إلى المظنون العاجل بعد{[68767]} ترك المحقق عاجلاً وآجلاً { من } أي من{[68768]} رؤسائهم البطرين بأموالهم المغترين{[68769]} بولدانهم ، وفسرهم{[68770]} بقوله : { لم{[68771]} يزده } أي شيئاً من الأشياء .

ولما كان المال يكون للإنسان{[68772]} الولد ، وكان ينبغي أن يشكر الله الذي آتاه إياه ليكون له خيراً في الدارين وكذا الولد قال : { ماله } أي بكثرته { وولده } كذلك ، وهو الجنس في قراءة التحريك - وكذا في قراءة ابن كثير والبصريين وحمزة والكسائي بالضم والسكون على أنه لغة في المفرد كالحزن والحزن والرشد والرشد ، أو يكون على هذه جمعاً كالأسد والأسد ، ويكون اختيار أبي عمرو{[68773]} لهذه القراءة في هذا الحرف وحده للإشارة بجمع{[68774]} الكثرة المبني على الضمة التي هي أشد الحركات إلى أنهم - وإن زادت كثرتهم وعظمت قوتهم - لا يزيدونهم شيئاً { إلا خساراً * } بالبعد عن{[68775]} الله والعمى عن محجة الطريق ، فإن البسط لهم في الدنيا بذلك كان سبباً لطغيانهم وبطرهم واتباعهم لأهوائهم حتى كفروا واستغووا{[68776]} غيرهم فغلبوا عليهم فكانوا سبباً في شقائهم{[68777]} وخسارتهم بخسارتهم{[68778]} ، وكان عندهم أنها زادتهم رفعة ، وفي السياق دليل على أنهم ما حصلت لهم الوجاهة إلا بها .


[68762]:- من ظ وم، وفي الأصل: الأفعال والأقوال.
[68763]:- من ظ وم، وفي الأصل: الأفعال والأقوال.
[68764]:- زيد في الأصل: بقوله، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68765]:- زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ وم فحذفناها.
[68766]:- من ظ وم، وفي الأصل: أول.
[68767]:- زيد في الأصل: تحقيق، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68768]:- زيد من ظ.
[68769]:- زيد في الأصل: بأموالهم وأولادهم المغترين، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68770]:- من ظ وم، وفي الأصل: فسره.
[68771]:- وقع في الأصل: قبل "أي من رؤسائهم" والترتيب من ظ وم.
[68772]:- زيد من ظ وم.
[68773]:- من ظ وم، وفي الأصل: أبي عمر.
[68774]:- من م، وفي الأصل وظ: لجمع.
[68775]:- في ظ وم: من.
[68776]:- من ظ وم، وفي الأصل: استغفروا.
[68777]:- من ظ وم، وفي الأصل: في.
[68778]:- من ظ وم، وفي الأصل: بخسارهم.