ويقرر لهم قاعدة الحساب والجزاء في دار القرار :
( من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها . ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ، فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب ) . .
فقد اقتضى فضل الله أن تضاعف الحسنات ولا تضاعف السيئات ، رحمة من الله بعباده ، وتقديراً لضعفهم ، وللجواذب والموانع لهم في طريق الخير والاستقامة ، فضاعف لهم الحسنات ، وجعلها كفارة للسيئات . فإذا هم وصلوا إلى الجنة بعد الحساب ، رزقهم الله فيها بغير حساب .
بغير حساب : بغير تقدير وموازنة ، بل أضعافا مضاعفة .
40- { من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب } .
من عدالة الله تعالى أن يكافئ على السيئة بالسيئة بدون زيادة ، أما المؤمن إذا عمل عملا صالحا – سواء أكان ذكرا أم أنثى- فإن الله يدخله الجنة ، ويتمتع فيها بألوان النعيم ، حين يرزقه الله فيها بغير حساب ، بل بكرم الله وفضله وعدله ومعونته الإلهية .
وهذا تفضل من الله على عباده ، أن يضاعف الحسنات إلى أضعاف مضاعفة لا يعلمها غيره ، بينما السيئات لا يجازى عليها الإنسان إلا بمثلها .
ثم بين الله تعالى كيف يكون الجزاء في الآخرة ، وأشار إلى أن جانب الرحمة فيها غالبٌ على جانب العقاب . . . . فمن أتى في الدنيا معصية من المعاصي مهما كانت لن يعذَّب إلا بقدرها ، ومن عمل صالحا ، ذكرا كان أو أنثى ، وهو مؤمن بربه مصدّق بأنبيائه ورسله ، { فأولئك يَدْخُلُونَ الجنة يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } .
وهذه أكبر بشرى للمؤمنين ، ورحمة الله وسِعتْ كل شيء .
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر : يُدخَلون : بضم الياء وفتح الخاء . والباقون : يدخُلون بفتح الياء وضم الخاء .
{ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً } من شرك أو فسوق أو عصيان { فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا } أي : لا يجازى إلا بما يسوؤه ويحزنه لأن جزاء السيئة السوء .
{ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى } من أعمال القلوب والجوارح ، وأقوال اللسان { فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } أي : يعطون أجرهم بلا حد ولا عد ، بل يعطيهم الله ما لا تبلغه أعمالهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.