فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{مَنۡ عَمِلَ سَيِّئَةٗ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَاۖ وَمَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَـٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ يُرۡزَقُونَ فِيهَا بِغَيۡرِ حِسَابٖ} (40)

{ مَنْ عَمِلَ سَيّئَةً فَلاَ يجزى إِلاَّ مِثْلَهَا } أي من عمل في دار الدنيا معصية من المعاصي كائنة ما كانت ، فلا يجزى إلا مثلها ، ولا يعذب إلا بقدرها ، والظاهر شمول الآية لكل ما يطلق عليه اسم السيئة . وقيل : هي خاصة بالشرك ، ولا وجه لذلك { وَمَنْ عَمِلَ صالحا مّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ } أي من عمل عملاً صالحاً مع كونه مؤمناً بالله ، وبما جاءت به رسله { فَأُوْلَئِكَ } الذين جمعوا بين العمل الصالح والإيمان { يَدْخُلُونَ الجنة يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } أي بغير تقدير ومحاسبة . قال مقاتل : يقول لا تبعة عليهم فيما يعطون في الجنة من الخير . وقيل : العمل الصالح ، هو لا إله إلا الله . قرأ الجمهور { يدخلون } بفتح التحتية مبنياً للفاعل . وقرأ ابن كثير ، وابن محيصن ، وأبو عمرو ، ويعقوب ، وأبو بكر عن عاصم بضمها مبنياً للمفعول .

/خ40