حور : واحدتهن حوراء ، أي بيضاء ، قال ابن الأثير : الحوراء هي الشديدة بياض العين ، والشديدة سوادها .
خيّرات : بالتشديد ، فخففت كما جاء في الحديث : هيْنون ، ليْنون " .
مقصورات في الخيام : مخدّرات ، يقال : امرأة قصيرة ومقصورة ، أي : مخدرة ملازمة بيتها ، لا تطوف في الطرق .
وتكسل عن جاراتها فيزرنها *** وتعتلّ عن إتيانهنّ فتُعْذر
الخيام : واحدها خيمة ، وهي أربعة أعواد تنصب بشيء من نبات الأرض ، وما يتخذ من شعر أو وبر فهو خباء ، وخيام الجنة شبيهة بالخدور ، مصنوعة من الدرّ .
حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ .
الحَوَر شدة بياض العين مع شدة سوادها ، أي في هذه الجنات نساء جميلات ، قصرن أنفسهن على أزواجهن ، ملازمات لبيوتهن لا يطفن بالطرق .
روى البخاري ، عن عبد الله بن قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة ، عرضها ستون ميلا ، في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين ، يطوف عليهم المؤمنون " xii .
ورواه مسلم بلفظ : " إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة ، طولها ستون ميلا ، للمؤمن فيها أهل ، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا " xiii .
قوله تعالى : " حور مقصورات في الخيام " " حور " جمع حوراء ، وهي الشديدة بياض العين الشديدة سوادها وقد تقدم{[14596]} . " مقصورات " محبوسات مستورات " في الخيام " في الحجال لسن بالطوافات في الطرق ، قال ابن عباس . وقال عمر رضي الله عنه : الخيمة درة مجوفة . وقاله ابن عباس . وقال : هي فرسخ في فرسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب . وقال الترمذي الحكيم أبو عبدالله في قوله تعالى " حور مقصورات في الخيام " : بلغنا في الرواية أن سحابة أمطرت من العرش فخلقت الحور من قطرات الرحمة ، ثم ضرب على كل واحدة منهن خيمة على شاطئ الأنهار سعتها أربعون ميلا وليس لها باب ، حتى إذا دخل{[14597]} ولي الله الجنة انصدعت الخيمة عن باب ليعلم ولي الله أن أبصار المخلوقين من الملائكة والخدم لم تأخذها ، فهي مقصورة قد قصر بها عن أبصار المخلوقين . والله أعلم . وقال في الأوليين : " فيهن قاصرات الطرف " [ الرحمن : 56 ] قصرن طرفهن على الأزواج ولم يذكر أنهن مقصورات ، فدل على أن المقصورات أعلى وأفضل . وقال مجاهد : " مقصورات " قد قصرن على أزواجهن فلا يردن بدلا منهم . وفي الصحاح : وقصرت الشيء أقصره قصرا حبسته ، ومنه مقصورة الجامع ، وقصرت الشيء على كذا إذا لم تجاوز إلى غيره ، وامرأة قَصِيرة وقَصُورَة أي مقصورة في البيت لا تترك أن تخرج ، قال كثير :
وأنت التي حَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ *** إلي وما تدري بذاك القَصَائِرُ
عَنَيْتُ قَصِيرَاتِ الحِجَالِ ولم أرد *** قصارَ الخُطَا شرُّ النِّساء البَحَاتِرُ{[14598]}
وأنشده الفراء قَصُورَة ، ذكره ابن السكيت . وروى أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مررت ليلة أسري بي في الجنة بنهر حافتاه قباب المرجان فنوديت منه السلام عليك يا رسول الله فقلت : يا جبريل من هؤلاء قال : هؤلاء جوار من الحور العين استأذن ربهن في أن يسلمن عليك فأذن لهن فقلن : نحن الخالدات فلا نموت أبدا ونحن الناعمات فلا نبؤس أبدا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا أزواج رجال كرام " ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم " حور مقصورات في الخيام " أي محبوسات حبس صيانة وتكرمة . وروي عن أسماء بنت يزيد{[14599]} الأشهلية أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ! إنا معشر النساء محصورات مقصورات ، قواعد بيوتكم وحوامل أولادكم ، فهل نشارككم في الأجر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نعم إذا أحسنتن{[14600]} تَبَعُّلَ أزواجكن وطلبتن مرضاتهم ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.