فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{حُورٞ مَّقۡصُورَٰتٞ فِي ٱلۡخِيَامِ} (72)

{ حور مقصورات في الخيام } أي محبوسات فيها ، ومنه القصر ، لأنه يحبس من فيه ، وقيل : مخدرات مستورات لا يخرجن ، لكرامتهن وشرفهن ، يقال : امرأة قصيرة و قصورة و مقصورة ، أي : مخدرة ، والحور جمع حوراء وهي شديدة بياض العين شديدة سوادها ، وقد تقدم بيان معنى الحوراء والخلاف فيه وقيل : معنى مقصورات أنهن قصرن على أزواجهن فلا يردن غيرهم ، وحكاه الواحدي عن المفسرين ، والأول أولى ، وبه قال أبو عبيدة ومقاتل وغيرهما قال في الصحاح : قصرت الشيء أقصره قصرا حبسته ، والمعنى أنهن خدرن في الخيام والخيام جمع خيمة ، وقيل . جمع خيم والخيم جمع خيمة ، وهي أعواد تنصب وتظلل بالثياب فتكون أبرد من الأخبية ، قيل الخيمة من خيام الجنة درة مجوفة ، فرسخ في فرسخ .

قال ابن عباس : مقصورات محبوسات في الخيام ، قال : في بيوت اللؤلؤ ، وقال : الحور سود الحدق .

" وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال الخيام در مجوف " ، أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم .

وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما . " عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا ، في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الأخرون يطوف عليهم المؤمن " .