في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (19)

وبمناسبة ما تدعوهم إليه هذه الآية من يقظة وتذكر يحذرهم في الآية التالية . من أن يكونوا ( كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) . . وهي حالة عجيبة . ولكنها حقيقة . . فالذي ينسى الله يهيم في هذه الحياة بلا رابطة تشده إلى أفق أعلى ، وبلا هدف لهذه الحياة يرفعه عن السائمة التي ترعى . وفي هذا نسيان لإنسانيته . وهذه الحقيقة تضاف إليها أو تنشأ عنها حقيقة أخرى ، وهي نسيان هذا المخلوق لنفسه فلا يدخر لها زادا للحياة الطويلة الباقية ، ولا ينظر فيما قدم لها في الغداة من رصيد .

( أولئك هم الفاسقون ) . . المنحرفون الخارجون .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (19)

المفردات :

نسوا الله : أي : نسوا حقه ، فتركوا أوامره ، ولم ينتهوا عن نواهيه .

فأنساهم أنفسهم : أي : أنساهم حظوظ أنفسهم ، فلم يقدموا لها خيرا ينفعها .

التفسير :

19- { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } .

أي : ولا يكن حالكم كحال قوم تركوا العمل بحقوق الله التي أوجبها على عباده فزان على قلوبهم وأنساهم العمل الصالح الذي ينجيهم من عقابه ، فضلوا ضلالا بعيدا فجازاهم بما هم له أهل ، وما هم مستحقون ، جزاء وفاقا لما دسوا به أنفسهم وأوقعوها في المعاصي والآثام ، ومن ثم حكم عليهم بالهلاك قائلا :

{ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } .

أي : أولئك هم الذين خرجوا على طاعة الله فاستحقوا عقابه يوم القيامة .

ونحو الآية قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون } . ( المنافقون : 9 ) .

خطب أبو بكر فقال : أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون لأجل معلوم ؟ فمن استطاع أن يقضي الأجل وهو في عمل الله عز وجل فليفعل ، ولن تنالوا ذلك إلا بتوفيق الله عز وجل ، إن قوما جعلوا آجالهم لغيرهم فنهاكم الله عز وجل أن تكونوا أمثالهم ، فقال : { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ . . . }أين الجبارون الأولون الذين بنوا المدائن ، وحصنوها بالحوائط ؟ قد صاروا تحت الصخر والآبار ، هذا كتاب الله لا تفنى عجائبه ، فاستضيئوا منه ليوم ظلمة ، واستضيئوا بسنائه وبيانه ، إن الله أثنى على زكريا وأهل بيته ، فقال تعالى : { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين } . ( الأنبياء : 90 ) . لا خير في قول لا يراد به وجه الله ، ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله ، ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه ، ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (19)

{ ولا تكونوا كالذين نسوا الله } تركوا طاعة الله وأمره { فأنساهم أنفسهم } حظ أنفسهم أن يقدموا لها خيرا .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (19)

قوله تعالى : { ولا تكونوا كالذين نسوا الله } أي تركوا أمره { فأنساهم أنفسهم } أن يعلموا لها خيرا ، قاله ابن حبان . وقيل : نسوا حق الله فأنساهم حق أنفسهم ؛ قاله سفيان . وقيل : { نسوا الله } بترك شكره وتعظيمه . { فأنساهم أنفسهم } بالعذاب أن يذكر بعضهم بعضا ، حكاه ابن عيسى . وقال سهل بن عبدالله : { نسوا الله } عند الذنوب { فأنساهم أنفسهم } عند التوبة . ونسب تعالى الفعل إلى نفسه في " أنساهم " إذ كان ذلك بسبب أمره ونهيه الذي تركوه . وقيل : معناه وجدهم تاركين أمره ونهيه ؛ كقولك : أحمدت الرجل إذا وجدته محمودا . وقيل : { نسوا الله } في الرخاء { فأنساهم أنفسهم } في الشدائد . { أولئك هم الفاسقون } قال ابن جبير : العاصون . وقال ابن زيد : الكاذبون . وأصل الفسق الخروج ، أي الذين خرجوا عن طاعة الله .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (19)

{ ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون } .

{ ولا تكونوا كالذين نسوا الله } تركوا طاعته { فأنساهم أنفسهم } أن يقدموا لها خيراً { أولئك هم الفاسقون } .