في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا} (12)

9

( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض : ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) . .

فقد وجد هؤلاء في الكرب المزلزل ، والشدة الآخذة بالخناق فرصة للكشف عن خبيئة نفوسهم وهم آمنون من أن يلومهم أحد ؛ وفرصة للتوهين والتخذيل وبث الشك والريبة في وعد الله ووعد رسوله ، وهم مطمئنون أن يأخذهم أحد بما يقولون . فالواقع بظاهره يصدقهم في التوهين والتشكيك . وهم مع هذا منطقيون مع أنفسهم ومشاعرهم ؛ فالهول قد أزاح عنهم ذلك الستار الرقيق من التجمل ، وروع نفوسهم ترويعا لا يثبت له إيمانهم المهلهل ! فجهروا بحقيقة ما يشعرون غير مبقين ولا متجملين !

ومثل هؤلاء المنافقين والمرجفين قائمون في كل جماعة ؛ وموقفهم في الشدة هو موقف إخوانهم هؤلاء . فهم نموذج مكرر في الأجيال والجماعات على مدار الزمان !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا} (12)

9

{ وإذ تقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا }

المفردات :

مرض : ضعف اعتقاد .

إلا غرورا : باطلا من القول لا حقيقة له .

التفسير :

واذكروا أيها المؤمنون حين نجم النفاق من المنافقين حين شاهدوا حرج الموقف وشدة الضيق بالمسلمين فالأحزاب أمامهم كثيرون واليهود نقضوا العهد والمؤمنون في كرب شديد يتوقعون الهجوم عليهم من جهتين وهم في قلة وعسرة ، عند ذلك ظهر النفاق والمرض سافرا حيث قالوا : إن محمدا يعدنا بالنصر على كسرى وقيصر وأحدنا اليوم لا يستطيع الخروج إلى الخلاء وحده .

روى النسائي بإسناده عن البراء قال : لما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحفر الخندق عرضت لنا صخرة لا تأخذ فيها المعاول فاشتكينا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى ثوبه وأخذ المعول وضرب الصخرة ، فصارت كثيبا أهيل ثم قال لأصحابه " إن الله أضاء لي من هذه الصخرة كنوز كسرى وقيصر " عند ذلك قال المنافقون ومرضى القلوب : ما وعدنا الله ورسوله من النصر والاستيلاء على المماليك إلا وعدا باطلا لا سبيل إلى تحقيقه .