وقوله : وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ أما الفرّاء فعلى قراءة ذلك بالحاء وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وكذا هو في مصاحف أهل الأمصار . ورُوي عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقرأ «وَطَلْعٍ مَنْضُودٍ » بالعين .
حدثنا عبد الله بن محمد الزهريّ ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا زكريا ، عن الحسن بن سعد ، عن أبيه رضي الله عنه ، قرأها «طَلْعٍ مَنْضُودٍ » .
حدثنا سعيد بن يحيى الأموي ، قال : ثني أبي ، قال : حدثنا مجاهد ، عن الحسن بن سعد ، عن قيس بن سعد ، قال : قرأ رجل عند عليّ وَطَلْحَ مَنْضُودٍ فقال عليّ : ما شأن الطلح ، إنما هو : وَطَلْعٍ مَنْضُودٍ ، ثم قرأ طَلْعُها هَضِيمٌ فقلنا أو لا نحوّلهُا ، فقال : إن القرآن لا يهاج اليوم ولا يحوّل . وأما الطلح فإن المعمر بن المثنى كان يقول : هو عند العرب شجر عظام كثير الشوك ، وأنشد لبعض الحُداة :
بَشّرَها دَلِيلُها وَقالا *** غَدا تَرَيْنَ الطّلْحَ والْحِبالا
وأما أهل التأويل من الصحابة والتابعين فإنهم يقولون : إنه هو الموز .
حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا سليمان التيميّ ، عن أبي سعيد ، مولى بني رَقاشِ ، قال : سألت ابن عباس عن الطلح ، فقال : هو الموز .
حدثني يعقوب ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا سليمان التيميّ ، قال : حدثنا أبو سعيد الرقاشيّ ، أنه سمع ابن عباس يقول : الطلح المنضود : هو الموز .
حدثني يعقوب وأبو كُرَيب ، قالا : حدثنا ابن عُلَية ، عن سليمان ، قال : حدثنا أبو سعيد الرّقاشيّ ، قال قلت لابن عباس : ما الطلح المنضود ؟ قال : هو الموز .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا المعتمر ، عن أبيه ، قال : حدثنا أبو سعيد الرقاشيّ ، قال : سألت ابن عباس عن الطلح ، فقال : هو الموز .
حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن التيمي ، عن أبي سعيد الرقاشيّ ، عن ابن عباس وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ قال : الموز .
قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الكلبيّ ، عن الحسن بن سعيد ، عن عليّ رضي الله عنه وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ قال : الموز .
حدثني يعقوب ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا أبو بشر ، عن رجل من أهل البصرة أنه سمع ابن عباس يقول في الطلح المنضود : هو الموز .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ قال : موزكم لأنهم كانوا يُعجبون بوجَ وظلاله من طلحه وسدره .
حدثنا محمد بن سنان ، قال : حدثنا أبو حُذيفة ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن عطاء ، في قوله : وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ قال : الموز .
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا هوذة بن خليفة ، عن عوف ، عن قسامة ، قال : الطلح المنضود : هو الموز .
قال : ثنا سليمان ، قال : حدثنا أبو هلال ، عن قتادة ، في قول الله : وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ قال : الموز .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ قال : الموز .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ كنا نحدّث أنه الموز .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ قال الله أعلم ، إلا أن أهل اليمن يسمون الموز الطلح .
وقوله : مَنْضُودٍ يعني أنه قد نُضِدَ بعضُه على بعض ، وجمع بعضه إلى بعض . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : وَطَلْحَ مَنْضُودٍ قال : بعضه على بعض .
حدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ متراكم ، لأنهم يعجبون بوجّ وظلاله من طلحة وسدره .
والطلح كذلك من العضاه شجر عظيم كثير الشوك وشبهه في الجنة على صفات مباينة لحال الدنيا . و : { منضود } معناه مركب ثمره بعضه على بعض من أرضه إلى أعلاه .
وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجعفر بن محمد وغيره : «طلع منضود » ، فقيل لعلي إنما هو : { طلح } . فقال : ما للطلح وللجنة ؟ فقيل له أنصلحها في المصحف فقال : إن المصحف اليوم لا يهاج ولا يغير . وقال علي بن أبي طالب وابن عباس : الطلح : الموز ، وقاله مجاهد وعطاء . وقال الحسن : ليس بالموز ، ولكنه شجر ظله بارد رطب .
والطلح : شجر من شجر العضاه واحدهُ طلحة ، وهو من شجر الحجاز ينبت في بطون الأودية ، شديد الطُّول ، غليظ الساق . من أصلب شجر العِضاه عُوداً ، وأغصانه طوال عظام شديدة الارتفاع في الجو ولها شوك كثير قليلةُ الورق شديدة الخُضرة كثيرة الظل من التفاف أغصانها ، وصمغها جيّد وشوكها أقل الشوك أذًى ، ولها نَور طيب الرائحة ، وتسمى هذه الشجرة أمّ غَيلان ، وتسمى في صفاقس غيلان وفي أحواز تونس تسمى مِسْكَ صَنادِق .
والمنضود : المتراصّ المتراكب بالأغصان ليست له سوق بارزة ، أو المنضد بالحمل ، أي النُوَّار فتكثر رائحته .
وعلى ظاهر هذا اللفظ يكون القول في البشارة لأصحاب اليمين بالطلح على نحو ما قرر في قوله : { في سدر مخضود } ويعتاض عن نعمة نكهة ثمر السدر بنعمة عَرْف نَوْر الطلح .
وفُسر الطلح بشجر الموز روي ذلك عن ابن عباس وابن كثير ، ونسب إلى علي بن أبي طالب .
والامتنان به على هذا التفسير امتنان بثمره لأنه ثمر طيب لذيد ولشجره من حسن المنظر ، ولم يكن شائعاً في بلاد العرب لاحتياجه إلى كثرة الماء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.