فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَطَلۡحٖ مَّنضُودٖ} (29)

{ وطلح منضود } قال أكثر المفسرين : إن الطلح في الآية هو شجر الموز ، وقال جماعة ليس هو شجر الموز ولكنه الطلح المعروف وهو أعظم أشجار العرب . وقال الفراء وأبو عبيدة : هو شجر عظام لها شوك ، وقيل : هو شجر له ظل بارد طيب ، قال الزجاج : الطلح هو أم غيلان ولها نور طيب ، فخوطبوا ووعدوا بمثل ما يحبون ، إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على ما في الدنيا ، قال : ويجوز أن يكون في الجنة وقد أزيل شوكه ، قال السدي : طلح الجنة يشبه طلح الدنيا ، لكن له ثمر أحلى من العسل ، والمنضود المتراكب الذي قد نضد أوله وآخره وأسفله وأعلاه بالحمل ليس له سوق بارزة ، قال مسروق : أشجار الجنة من عروقها إلى أفنانها نضيد ثمر كله كلما أخذت ثمرة عاد مكانها أحسن منها ، وليس شيء من ثمر الجنة في غلاف كثمر الدنيا ، مثل الباقلاء والجوز ونحوهما بل كلها مأكول ومشروب ومشموم ومنظور إليه .

" عن عتبة بن عبد السلمي قال : كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء أعرابي فقال : يا رسول الله أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر منها شوكا يعني الطلح ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصية التيس الملبود ، يعني الخصي منها ، فيها سبعون لونا من الطعام ، لا يشبه لون آخر " أخرجه ابن أبي داود والطبراني وأبو نعيم وابن مردويه ، وعن علي في قوله طلح قال : هو الموز ، وعن ابن عباس مثله ؛ وعن أبي هريرة مثله ، وعن أبي سعيد الخدري مثله ، وقرأ علي طلع ، وقال ابن عباس : منضود بعضه على بعض .