في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَحُورٌ عِينٞ} (22)

( وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ) . . واللؤلؤ المكنون هو اللؤلؤ المصون ، الذي لم يتعرض للمس والنظر ، فلم تثقبه يد ولم تخدشه عين ! وفي هذا كناية عن معان حسية ونفسية لطيفة في هؤلاء الحور الواسعات العيون .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَحُورٌ عِينٞ} (22)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً * إِلاّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً } .

اختلفت القرّاء في قراءة قوله : وحُورٌ عِينٌ فقرأته عامة قرّاء الكوفة وبعض المدنيين «وحُورٍ عِينٍ » بالخفض إتباعا لإعرابها إعراب ما قبلها من الفاكهة واللحم ، وإن كان ذلك مما لا يُطاف به ، ولكن لما كان معروفا معناه المراد أتبع الاَخر الأوّل في الإعراب ، كما قال بعض الشعراء :

إذَا ما الغانِياتُ بَرَزْنَ يَوْما *** وَزَجّجْن الْحَوَاجِبَ والعُيُونا

فالعيون تكَحّل ، ولا تزجّج إلا الحواجب ، فردّها في الإعراب على الحواجب ، لمعرفة السامع معنى ذلك وكما قال الاَخر :

تَسْمَعُ للأَحْشاءِ مِنْهُ لَغَطَا *** وللْيَدَيْنِ جُسأَةً وَبَدَدَا

والجسأة : غلظ في اليد ، وهي لا تُسمع .

وقرأ ذلك بعض قرّاء المدينة ومكة والكوفة وبعض أهل البصرة بالرفع وحُورٌ عِينٌ على الابتداء ، وقالوا : الحور العين لا يُطاف بهنّ ، فيجوز العطف بهنّ في الإعراب على إعراب فاكهة ولحم ، ولكنه مرفوع بمعنى : وعندهم حور عين ، أو لهم حور عين .

والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال : إنهما قراءتان معروفتان قد قرأ بكل واحدة منهما جماعة من القرّاء مع تقارب معنييهما ، فبأيّ القراءتين قرأ القارىء فمصيب . والحور جماعة حَوْراء : وهي النقية بياض العين ، الشديدة سوادها . والعين : جمع عيناء ، وهي النجلاء العين في حُسن .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَحُورٌ عِينٞ} (22)

وقرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم : «وحورٍ عينٍ » بالخفض ، وهي قراءة الحسن وأبي عبد الرحمن والأعمش وأبي القعقاع وعمرو بن عبيد . وقرأ أبيّ بن كعب وابن مسعود : «وحوراً عيناً » بالنصب . وقرأ الباقون من السبعة : «وحورٌ عينٌ » بالرفع ، وكل هذه القراءات محمولة الإعراب على المعنى لا على اللفظ . كأن المعنى قبل ينعمون بهذا كله وب «حورٍ عينٍ » ، وهذا المعنى في قراءة النصب ويعطون هذا كله «وحوراً عيناً » ، وكان المعنى في الرفع : لهم هذا كله «وحورٌ عينٌ » ، ويجوز أن يعطف : { وحور } على الضمير في : { متكئين } . قال أبو علي : ولم يؤكد لكون الكلام بدلاً من التأكيد ، ويجوز أن يعطف على الولدان وإن كان طواف الحور يقلق ، ويجوز أن يعطف على الضمير المقدر في قوله : { على سرر } وفي هذا كله نظر ، وقد تقدم معنى : { حور عين } .

وقرأ إبراهيم النخعي : «وحير عين » .