فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَحُورٌ عِينٞ} (22)

{ وَحُورٌ عِينٌ * كأمثال اللؤلؤ المكنون } قرأ الجمهور { حُورٌ عِينٌ } برفعهما عطفاً على ولدان أو على تقدير مبتدأ : أي نساؤهم حور عين ، أو على تقدير خبر : أي ولهم حور عين ، وقرأ حمزة والكسائي : بجرّهما عطفاً على أكواب . قال الزجاج : وجائز أن يكون معطوفاً على جنات : أي هم في جنات وفي حور على تقدير مضاف محذوف : أي وفي معاشرة حور . قال الفراء : في توجيه العطف على أكواب إنه يجوز الجرّ على الإتباع في اللفظ ، وإن اختلفا في المعنى ، لأن الحور لا يطاف بهنّ ، كما في قول الشاعر :

إذا مَا الغانياتُ بَرزنَ يَوْماً *** وَزَججن الحَواجبَ والعُيُونا

والعين لا تزجج وإنما تكحل ، ومن هذا قول الشاعر :

علفتها تبناً وماء بارداً *** . . .

وقول الآخر :

متقلداً سيفاً ورمحاً *** . . .

قال قطرب : هو معطوف على الأكواب والأباريق من غير حمل على المعنى . قال : ولا ينكر أن يطاف عليهم بالحور : ويكون لهم في ذلك لذة . وقرأ الأشهب العقيلي ، والنخعي ، وعيسى بن عمر بنصبهما على تقدير إضمار فعل ، كأنه قيل : ويزوّجون حوراً عيناً أو ويعطون ، ورجح أبو عبيد وأبو حاتم قراءة الجمهور .

/خ26